أبراهيم ناجى : شاعر الأطلال عاشق مدينة المنصورة

13239428_1176270292386075_2457657970242598112_n

متابعة : مى سلامه
الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي – شاعر الأطلال -هو شاعر من أفضل شعراء مصر والعالم العربي، هذا الشاعر الكبير الذي عاش فترة صباه في مدينة المنصورة -مسقط رأس عائلته- حتى التحق بكلية طب القاهرة، ثم عاد إليها طبيباً في المستشفى العام بالمنصورة وظل فيها فترة طويلة من حياته قبل أن ينتقل الي القاهرة عندما عُين مراقباً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف بالقاهرة.

وقد تأثر ناجي بجمال الطبيعة بمدينة المنصورة وبنهر النيل الخلاب وبتجربة عاطفية عميقة عاشها بين جنبات المدينة الساحرة وقد بدا هذا جلياً على شعره العاطفي.

كَتب في مدينة المنصورة عدداً كبيراً من قصائده ومنها قصيدته الشهير “المنصورة” التي خاطب فيها حبيبته -صاحبة الأطلال -فيقول لها:

هل يسمع النيلُ إذ سرنا بجانبهِ… والموجُ مجتمعٌ فيه ومفترقُ

صوتاً تماوجَ في روحي فجاوبه… من جانب القلبِ موجٌ راح يصطفقُ

تظل تنهبُ اذني من أطايبه… كأنها من خفايا الغيبِ تسترقُ

يا جنة من جنان الله أعبدها… لن تبعدي ولدي السحر والعبقُ

وقد كتب في مدينة المنصورة أيضاً أشهر قصائده وهي قصيدة “الأطلال” التي يخاطب فيها حبيبة صباه ابنة المنصورة والتي اضطر لفراقها وانشغل عنها بدراسة الطب بالقاهرة وعندما عاد إلي مدينة المنصورة طبيباً علم أنها قد تزوجت!

ومما يُروي أن شاعرنا -وكان حينها يسكن بمدينة المنصورة حيث عمله -سمع في إحدى الليالي طرقاً شديداً على باب سكنه، فإذا به برجل يريد طبيباً لمساعدة زوجته التي كانت في حالة ولادة متعسرة، فذهب ناجي مع الرجل إلى بيته، واقترب منها ناجي فإذا هي حبيبته!

وقدم لها ناجي المساعدة الطبية على أكمل وجه وغادر بيتها بعد أن اطمأن على صحتها وصحة مولودها…

وبعد هذا الموقف كتب ناجي قصيدة الأطلال التي تغنت بها سيدة الغناء العربي وتغني بها كل العالم العربي لما فيها من احساس راقي ومشاعر حب لا تنتهي وتجربة فريدة عبر عنها شاعرنا بأسلوب بليغ لا يتكرر!

هذا الشاعر الكبير تعرض بعد صدور ديوانه الأول إلي نقدٍ لاذع أقرب للنقض منه للنقد الأدبي من عملاقين من عمالقة الأدب العربي وهما عباس محمود العقاد وطه حسين!

وقد وصف طه حسين شعره بأنه “شعر صالونات” وتناول شعره بالقدح وقد أزعج هذا ابراهيم ناجي وأحبطه وخاصة انه من عميد الادب العربي، فقرر على إثر هذا أن يهاجر إلى لندن وهناك تعرض لحادث سيارة أصابه بإصابات بالغة ظل يعاني منها ومن مرض السكر حتى تُوفي عام 1953م.

ومرت الأعوام ليكتشف العالم العربي شاعر من أعظم شعراء عالمنا العربي، شاعر كان يذوب عشقاً في مدينة المنصورة.

 

اترك تعليق