بسمة حجازي تكتب .الوطن العربي  . إلى اين؟؟

C__Data_Users_DefApps_AppData_INTERNETEXPLORER_Temp_Saved Images_images

 

بسمة حجازي

كثيراً ما يقابلنا السؤال: مصر رايحة على فين؟ وكثيراً لا نجد إلا الإجابة الساخرة التى أطلقها فاكهة الساخرين «جلال عامر» مش كنت تسأل قبل ما تركب؟ لنتذكر بعد أن تغرقنا الضحكات أن السؤال مازال ملحاً، وأن هذا السؤال لم يعد أكبر الأسئلة فى حياة المصريين فحسب، وإنما أصبح السؤال الأهم فى حياة الأمة العربية ككل، خاصة بعد أن تأكد الجميع أن الأمة العربية «فعلا» أمة واحدة، وأن ما يحدث فى أقصى الشمال الأفريقى يؤثر فى ما يحدث فى آخر الشرق العربى الآسيوى، بل يتعدى الأمر فكرة التأثير إلى «إحداث التغيير».

 

السؤال الآن هو الأمة العربية رايحة على فين؟ والحقيقة فإن هذا السؤال هو ما دفعنى إلى الاستجابة إلى الدعوة الكريمة من مكتبة الإسكندرية لحضور فعاليات مؤتمر «مستقبل المجتمعات العربية» والذى تزامن مع إطلاق «مؤتمر مدراء معارض الكتب العربية» وفى الحقيقة أيضاً فإن السؤال عن الجدوى بإزاء مؤتمرات مكتبة الإسكندرية المعدة بدقة لا يجد له مكاناً هنا، وذلك لأن مؤتمرات المكتبة التى يعدها فريق من الباحثين المجتهدين غالباً ما تضع يدها على الجرح الحقيقى قبل أن يتقيح، وليس أدل على هذا من ذلك المؤتمر التاريخى الذى عقدته المكتبة فى 2005، والمعروف إعلامياً باسم «مؤتمر التغيير» ولا أبالغ إذا قلت إن هذا المؤتمر تنبأ بشكل شبه كامل بالطريق المنحدر الذى نهوى إليه الآن.

 

أكثر من عشرة أعوام مرت على هذا المؤتمر الذى عقد، ولم ينتبه إليه أحد، ولو نال هذا المؤتمر بعضاً من اهتمام صناع القرار لاختلف المستقبل الذى نحيا فى ظله الآن، وقد سألت الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية: هل رتبتم لأن يكون مؤتمر «مستقبل المجتمعات العربية» متزامناً مع مؤتمر «مدراء معارض الكتب» فقال لى «إن الأمر أتى عن طريق المصادفة، والمصادفة وحدها هى ما تجيب على سؤالنا المزمن، فهناك أسطورة يرددها بعض الإسلاميين تدعى أن جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، قالت: إن العرب لن يهزموننا إلا حينما يكون عدد المصلين فى صلاة الفجر مثل عدد المصلين فى صلاة الجمعة، وهو قول لا يخرج عن حدود «الأسطورة» بينما الثابت تاريخياً أن «موشى ديان» وزير دفاعها قال: إن العرب لا يقرأون وإن قرأوا لا يفهمون وإن فهموا لا يطبقون، فهل ندرك الآن لماذا يقترن المستقبل وكيف يمكن أن يكون لنا لا علينا؟».

اترك تعليق