يعنى الإحتياطي هينزل الأسعار

بسمة حجازي

لا يتقابل اثنان إلا ويكون حديث الأسعار ثالثهما، الأسعار تتحرك وترتفع بمتوالية هندسية، وبشكل يومى، بينما الرواتب والدخول ثابتة، بل إنها تقلصت ونقصت بحكم تعويم الجنيه، الأسعار تتحرك بشكل يومى مثل الذهب والعملة، مع أن العملة لم تتحرك، وإذا ارتفعت الأسعار فإنها لا تنزل حتى لو نزلت العملة، يعنى المواطن خسران فى كل الأحوال.

يقولون للمواطن، إنها قوانين العرض والطلب، لكن نفس هذه القوانين تعمل لصالح التجار، وإذا جاء صالح المواطن فإن العرض والطلب يتغير، ونقف أمام جماعات من المحتكرين كل هدفهم الربح، أما حماية المستهلك وقوانين السوق والرقابة، فهى من المستحيلات مثل الغول والعنقاء وانخفاض الأسعار.

ولهذا لا أحد يملك إجابة على سؤال: الأسعار هتنزل إمتى، طيب هتتظبط إمتى؟ الإجابة فى علم الغيب، وتجارب الناس أن الدولار إذا ارتفع فى السابق ترتفع الأسعار وإذا انخفض تظل الأسعار فى مستواها.

ولا يكفى أن نشكر المواطن لأنه تحمل كل هذه الإجراءات ولديه تقدير لما يجرى، لكن نفس هذا المواطن من لحم ودم، وهناك فئات كثيرة أصبحت عاجزة عن شراء الطعام والدواء، الحكومة تقول للناس إن هناك مشروعات كبرى، ومصانع وجبل الجلالة وتعمير سيناء والعاصمة الإدارية، وطرق بآلاف الكيلومترات، وهى بالفعل مشروعات حقيقية نتائجها سوف تظهر بعد فترة، ويعلن محافظ البنك المركزى عن اقتراب وصول الاحتياطى الدولارى فى البنك المركزى إلى 29 مليار دولار، وكل هذا جيد، لكنه قد لا يعنى شيئا لمواطن على المعاش أو بلا معاش، غير قادر على دفع ثمن الطعام والدواء، ولن نقول الكهرباء والمسكن، سيرد: «يعنى الاحتياطى هيرخص الأسعار؟».

قد لا تكون دعاوى مثل «بلاها مشروعات» كلام غير منطقى، لكن أيضا هذا المواطن الذى تقول له إن هذه المشروعات ستوفر فرص عمل ورواجا لأبنائه، يرد «احيينى النهاردة»، مع الاعتراف بأن المواطنين تحملوا صدمة التعويم، وهناك تقدير لحجم الضغط والأزمة، لكنهم يريدون أن يجدوا أملا، وليس مجرد كلام، وعندما ترفع الحكومة أسعار السكر والزيت فى التموين، تبدو غير قادرة على استيعاب الواقع، ولا الشعور بالناس وأحوالهم، ومدى معاناتهم.

ولا يكفى أن تشيد الحكومة بقدرة المواطنين على التحمل، بل يفترض أن تكون الحكومة أكثر وضوحا، وأن تفى بوعودها فى مواجهة التأثيرات، خاصة أن التقديرات المختلفة لحجم التخفيض فى العملة، تبدو وقد تجاوزت كل الحسابات، الحكومة تتحدث عن استراتيجية، لكنها تنسى أنها مطالبة بمواجهة هذه التأثيرات فى الأسواق والجيوب.

اترك تعليق