بقلم / بسمة حجازي
العدل هو أن يكون الجزاء من جنس العمل، لكن أحيانًا يكون العمل أكثر خسة ووقاحة ووحشية من أى جزاء، مهما كان قاسيًا حتى لو كان الجزاء هو الإعدام، الذى قد يكون رحيمًا فى بعض الحالات على الجانى ولا يشفى غليل المجنى عليه، ولعل أكبر مثال على هذا هو اغتصاب (جنا) رضيعة فى محافظة الدقهلية، عمرها سنة وتسعة أشهر كانت تلعب أمام بيت أبيها ثم استدرجها (وحش) واغتصبها بدم بارد ونجس، وتركها تسبح فى دمائها.
أنت هنا لا تستطيع وصف الجريمة كما أن كل كلمات الاستنكار والدهشة والحزن والصدمة والقهر لن تعبر عن مشاعرك، كذلك كل أنواع العقاب لن تكون كافية، فتخيل معى أقسى عقوبة وهى الإعدام، هل لها أن تغفر له فعلته، هل لها أن تخمد النار المشتعلة فى قلب أم تركت رضيعتها تلهو أمام باب المنزل ثم يأتى اليها الجيران بابنتها غارقة فى دمها فتظن الأم أنها سقطت، ثم تسمع الأم صراخ الرضيعة التى لم يتحمل جسدها الوهن كل هذا الوجع وصار ينزف من كل القسوة التى تعرض لها، هل تتصور أن الإعدام سيمحو من ذاكرة الرضيعة هذه الحادثة، سيحمى أطفال أخرى من هذه النجاسة.
لا أتصور هذا، وكل ما أتخيّله هو أن يكون عقاب هذا المجرم أكثر قسوة وبلا رحمة، كان يصلب ويجلد حتى يذوب جلده، أو أن تقطع أصابعه ويداه وتفقأ عينه، أو أن نسلخ جلده ونقتلع أظافره، ونفعل به كل ما يؤلمه دون شفقة أو رحمة عله ينال ما يستحق، وفى الحقيقة لا أشعر بأى نوع من الاشمئزاز أو الشفقة وأنا أتصور أنه يعذب بهذا الشكل لأن فعلته أكثر قسوة بمراحل من كل هذا العذاب .