بقلم : عاطف سعد
تقوم الثورات لبناء أوطان وهدم فساد ولتأسيس مستقبل أفضل ,وما يعنينا بالدرجة الأولى هو مصيرنا وإلى أين نذهب بوطننا وكيف نؤسس لمستقبل جديد ونرسخ مبادئ العدل والمساواة وكيف نحقق الأمن والأمان بعيدا عن الفوضى والفساد والخيانة ,وفي سبيل تحقيق ذلك تحتاج الدول إلى بعض من الوقت في العمل والعطاء لنصنع الحاضر ونرسم المستقبل,وواجبنا أن نمضى جميعا في طريقنا نحو البناء لمرحلة جديدة تحمل معها مستقبل مشرق لن يتأتى إلا بتخصص كل منا فيما يعنيه وبذل كل ما في وسعنا في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد من أجل إعادة البناء على كافة المستويات .
لم يكن الهدف من الثورة هو إزاحة نظام لتسقط معه الدولة وإنما الهدف هو إسقاط منظومة فساد وخيانة وتآمر لإعادة بناء الوطن على أسس سليمة ومبادئ راسخة قوامها العدل والمساواة ولن يتحقق ذلك بين يوم وليلة, وعلينا جميعا أن نتكاتف لبناء وطننا وأن نصبر قليلا حتى يتعافى وبعدها يمكننا أن نجنى ثمار ثورتنا وليس أن نتصارع جميعا حول وطن استردناه بلا قواعد ومجتمع بلا أسس ودولة بلا موارد لأننا بذلك نهدم ما تبقى منه, إن الوقت ليس بالمناسب لمطالب شخصية أو فئوية وعلينا أولا البدء بالبناء فمصلحة البلاد تحتم علينا تأجيل مطالبنا إلى أجل ليس بالبعيد وألا نتسابق للحصول على مكاسب شخصية ولا يصح مطلقا أن ننطلق جميعا لنطالب بامتيازات في الوقت الذي فيه يحتاج الوطن إلى مد أيدينا بالمساعدة والعطاء فالثورة لا تعنى إزاحة نظام فتسقط معه الدولة وإنما تعنى إزاحة نظام لبناء مجتمع جديد وهذا يحتاج منا صبرا قليلا وبعده سوف نجنى أطيب الثمار ليس فحسب بل سنعيش في وطن يسوده الأمن والأمان والعدل والمساواة فهيا جميعا إلى البناء والعمل حتى نحصد ونجنى ثمارنا.