بقلم : بسمة حجازى
إلى كل المشككين، ودعاة العفو والمصالحة، اقرأوا جيدًا بيان ما يسمى المجلس الثورى الإخوانى فى تركيا، لتتأكدوا أن فصول المؤامرة الإخوانية لم تنتهِ، ومازالوا يخططون لعودة الفوضى والخراب وشل أجهزة الدولة، وقالوا بالحرف يوم السبت: «العصيان المدنى هو أحد أهم وأقوى الوسائل التى تستطيع بها الجماعة الوقوف ضد الدولة، لإحداث حالة من فقدان مؤسسات الدولة للسيطرة على الشعب، ورفض شعبى واسع».
ضع عشرة خطوط تحت عبارة «فقدان مؤسسات الدولة.. السيطرة على الشعب»، وهى نفس السياسة التى دمروا بها البلاد بعد 25 يناير، حينما وضعوا الشعب فى مواجهة مؤسسات الدولة، ولكن فاتهم هذه المرة أن الشعب يكرههم كراهية التحريم، بعدما قاسى ويلاتهم، واكتشف أكاذيبهم، وسيكون ضدهم على طول الخط، لإيمانه الراسخ بأنه لن يأتى من وراءهم سوى الشر والتآمر، وسيكون حائط صد فى وجه أطماعهم.
هم يريدون فقدان الدولة السيطرة على الشعب، حتى تعود أيامهم السوداء، ويصعدون من جديد فوق الجثث والحرائق والدماء، ويعبثون فى الشوارع والميادين، فلا يعنيهم إلا سقوط أكبر عدد من القتلى، حتى تعود الحالة الثورية، فبقاؤهم فى فناء غيرهم، وحياتهم فى موت الآخرين، ولا ننسى أن «خيرت الشاطر» قالها على الملأ «إيه يعنى لما يموت عشرين ألف من تسعين مليونًا»، والمعزول رددها «مش مهم يموت شوية عشان الباقيين يعيشوا»، فالأرواح لا ثمن لها والضحايا يرتقون بهم إلى السلطة.
فاتهم.. أن مصر الآن غير 25 يناير، وأن الشرطة التى تآمروا عليها عادت أقوى مما مضى، ووجهت إنذارًا حاسمًا، بأن قوات الأمن قادرة على حماية مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة، ولن تتهاون فى ذلك، ولن تسمح لأحد بالاقتراب منها، ومن يحاول المساس بمؤسسات الدولة لا يلومن إلا نفسه، فأمن الوطن واستقراره ليس لعبة، وحياة الناس وأرواحهم وممتلكاتهم، خط أحمر ممنوع الاقتراب منه.
فاتهم.. أن المشاكل والأزمات التى يتاجرون بها ويزايدون عليها، فى طريقها إلى الانفراج، وأن الناس على يقين بأن هذه الجماعة الإرهابية، التى ذهبت إلى غير رجعة، هى المسؤولة بالدرجة الأولى عن النفق المظلم الذى عشنا فيه، وأنه كلما عبرت البلاد أزمة، تصدرت لهم ألف أزمة، فمنذ أن ابتليت مصر بنشأتهم، لم تذق طعم الراحة ولم تنقطع المؤتمرات، ولم يكونوا فى أى يوم مع وطنهم بل عليه، ولم يعملوا على عزته وكرامته، بل تهديده وتقويض دعائمه.