كتب ياسرعبدالرازق
رحل الامام محمد متولي الشعراوي ولكن أعماله وأحاديثه وعلمه وتفسيره للقران الكريم مازال منهلا لطلاب العلم في كل مكان , وبعد رحيل الرجل تكشفت العديد والعديد من القصص التي رواها محبوا الشيخ واتباعه ومريديه .
نتحدث اليوم عن قصة الشيخ الشعراوي مع الجن فينوس وكيف استطاع ان ينقذ انسان من تلبس هذا الجني به وايذاؤه له , تبدأ القصه حينما حضر أحد الشباب لجلسة إعجاز القرآن الكريم في علاج الحالات المستعصية، التي يسببها المس الجني”. واسم الشاب أحمد في العشرينات كان يجلس في أحد أركان الغرفة و في اعتزاز بالغ، بادر بتوجيه السؤال إلى احد الحاضرين وكان صحفيا “هل أنت صحفي؟ تعال إذا لإجراء حوار صحفي معي، ولا تستصغرن شأني فأنا أكبر منك بمئات السنين، وعليك أن تتخير أسئلتك فيما يُفيد، وأن تُبعد الكاميرا عن هذه الغرفة، فأنا لا أريد إحراج صاحب الجسد الذي أنا فيه، أما أنا فلن يضرني شيء، أنا من عالم آخر.. عالم الجن”.
بدأ الصحفي يسال:
هل لي أن أتعرف عليك؟
– أنا فينوس، عمري 305 عاما، مسلم وولدت في القدس
لماذا تدخل في جسد انسان وتؤذيه؟
– هذا سر بيني وبين ربي، وليكن هذا آخر سؤال تضيع فيه وقتك
لماذا تؤذي أحمد؟
– أنا لا أؤذيه، من قال هذا؟ أحمد لم يقل هذا، من قاله خاله وعمه، وقد دخلت إليه للإيمان وأنا لا أوذيه.
طرح الصحفي بعد ذلك الكثير من الأسئلة على ما وصفه بـ”العفريت”، الذي طلب في نهاية الحوار التحدث إلى الشيخ الشعراوي، قائلًا: “أنا قادر على محادثته بالإسلام، عندي علم من عند ربي، وسوف أقنعه بضرورة وجودي في جسد أحمد”.
ورد الصحفي عليه سريعًا “فإذا أقنعك الشيخ الشعراوي بالخروج من جسد أحمد ماذا تفعل؟”، وأجاب “لننظر أينا يُقيم الحجة على الآخر، إذا أقنعني وأقام عليا الحجة لخرجت من جسد أحمد، ولكنه ينبغي أن يكون صاحب حجة قوية”.
بعد الاتصال بفضيلة الشيخ الشعراوي، وافق على إخراج هذا الجني من أحمد، لينتقل الشاب فورًا إلى محل إقامة الشعراوي.
جلس أحمد بجوار الشيخ الشعراوي فقرأ الفاتحة ثم آية الكرسي، ثم خواتيم سورة البقرة، فتغيرت ملامح وجه أحمد وتضخم صوته قائلا: “السلام عليكم”.
فرد الشيخ: “وعليكم السلام.. من أنت؟”.
قال الجني: “أنا فينوس -أنت أحمد- أنا لا أكذب أبدًا أنا مسلم أنا فينوس”.
قال الشيخ الشعراوي: “المسلم من سلم، قال فينوس (أعلم هذا الحديث يافضيلة الشيخ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)”.
سأله الشيخ: “هل يجوز لمسلم أن يؤذي مسلمًا ما أظن أن مسلما حقا يقبل مثل هذا الإيذاء”، وقال فينوس: “أنا لا أؤذي”.
وأوضح فينوس بعد ذلك سبب دخوله جسد أحمد: “كان يقرأ القرآن كل يوم وكنت أحب سماع القرآن بتلاوته، فصوته مؤثر عندما يقرأ القرآن، ولكنه في يوم 27 من شهر نوفمبر الماضي لم يقرأ لأنه غضبان فاغتاظ قلبي فدخلت فيه”.
قال الشيخ: “هل لأنه لم يقرأ ليلة واحدة عاقبته بهذا الايذاء؟ لما لم تترك له فرصة ليفعل؟ إن كنت مسلما حقًا فإن الله يترك فرصًا عديدة للإنسان أخرج إن شئت طائعًا مختارًا قبل أن أخرجك مكروهًا.. أخرج دون إيذاء فإني أعلم أن الفسقة منكم يخرجون بعاهة ولا أريدك أن تترك في ملبوسك شيئًا.. أخرج بدون عاهة”.
يقول الصحفي في حواره “هنا تدفقت دموع الشاب باكيًا وجاء صوته الضعيف يقول (أنا أحمد.. أنا أحمد”، فسأله الشيخ: “أين فينوس، فأجاب الشاب أنا أحمد”.
هنا قال الشيخ الشعراوي: “إذا لقد خرج الجان بلا رجعة”.