قصة لجنة ولاد الأكابر في الثانوية العامة وفضيحة تأشيرات النواب
Ahmed Gado
بقلم : أحمد حافظ
سمعتوا عن لجنة مدرسة عبدالحميد رضوان للثانوية العامة في سوهاج؟.. دي اللجنة المعروفة بأنها تجمع “أولاد الأكابر”.. طبعا من أول أيام امتحانات الثانوية العامة فيه غش وفيه موبايلات داخل اللجان وفيه نشر لأجزاء من الامتحانات على توتير وفيسبوك.
القصة بدأت منين؟
من تأشيرات السادة نواب البرلمان الأجلاء.. الباشا فلان يروح للنائب الفلاني ياخد تزكية أو تأشيرة لنقل ابنه لمدرسة عبدالحميد رضوان ويطلع بيها على مديرية التربية والتعليم في سوهاج ويخلص الموضوع ويبقى ابنه ضمن إنه هيكون في لجنة ولاد الأكابر.. لو طالب من الإسكندرية عايز يروح المدرسة دي كان بيحوّل فعلا.. والتأشيرة كلمة السر.
هتسألني يعني النواب كانوا عارفين إن اللجنة دي فيها غش وموبايلات وشغب؟ هقولك طبعا.. كانوا عارفين إنهم بيساعدوا طلبة على الغش في لجنة يصعب السيطرة عليها بنسبة 100%.. هذه فئة من نواب برلمان مصر.
مسئول كبير جدا بوزارة التعليم ومسئول مهم في ملف الثانوية العامة قال لي شخصيا: “رفضت طلبات بالجملة لنواب في البرلمان كانوا عايزيني أوافق على تحويل طلبة لنفس اللجنة بعد انتهاء فترة التحويلات بين المدارس، وفوجئت إن جزء من الطلبات دي اتنفذ ت والطلبة اتنقلت فعلا بس عن طريق شئون الطلبة في المدرسة والإدارة والمديرية بسوهاج.. وكل الناس دي اتحولت للتحقيق”.
مشكلة مصر إنها بلد ورق.. يعني القانون لا يمنع التحويل بين المدارس بشرط موافقة المسئولين.. وأدي النواب وافقوا والمسئولين وافقوا والطلبة غشوا.
تخيل اللجنة دي فيها طلاب من معظم محافظات مصر؟.. تخيل الفساد عندنا وصل فين؟.. تخيل المنظومة التعليمية دي ممكن تتنسف ويكون عندنا نظام تعليم محترم بمسئولين محترمين؟.. أشك.
اللجنة دي اتغير رئيسها وبعض الملاحظين والمراقبين إللي فيها تاني يوم امتحان لأنهم مقدروش يسيطروا علي الطلاب ولا يسحبوا الموبايلات.. ومدير الأمن نفسه راح اللجنة علشان يشوف إيه الحكاية، والأيام الجاية هيبقى فيها مهازل بالجملة، لأن الامتحانات التقيلة لسه جاية.
– معلومة: لا صحة لامتحان ابن عمرو أديب ولميس الحديدي بهذه اللجنة
– معلومة ثانية: مدرسة أولاد الأكابر اسمها عبدالحميد رضوان، وهذا كان وزير الثقافة في عهد السادات، وابنه طارق عبدالحميد رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب حاليا، وهو أيضا نائب دائرة دار السلام بسوهاج.
– معلومة ثانية: عندما سألت المسئول الذي تحدثت معه عن حقيقة امتحان أحد أقارب الحاج مصطفى بكري بهذه اللجنة، رغم أنه أصلا من خارج سوهاج، لم ينف المعلومة.
– معلومة ثالثة: صدرت التعليمات لمقدري الدرجات بإلغاء أي إجابات متشابهة في لجنة أولاد الأكابر لأن ذلك نتيجة لغش جماعي حدث، على أن يتم تحرير محاضر بذلك، دون إبلاغ الطلاب إلا بعد انتهاء الامتحانات.
اللي شارك في الجريمة دي هم: رب الأسرة اللي سعى في النقل، والطالب اللي فكر وطلب من أبوه النقل، والنائب اللى أشّر ودعم النقل، والمدرسة اللى قبلت، والإدارة التعليمية اللي سمحت، والمديرية التعليمية اللي تساهلت ووافقت.
الواقعة دي صورة صغيرة من مهازل التعليم وفضائح نواب الشعب وتدني التربية السيئة من الأهالي لأولادهم علشان يعودوهم على الغش وأخذ حقوق الغير.
الأهم من الغش إن لجنة أبناء الأكابر بترسخ قاعدة مجتمعية مهمة جدا: ليس كل من حصل على الدرجة الأعلى هو المتفوق، وليس كل من في الصدارة هو الذي يستحق، فلا تنسى أن هناك شركاء في الحكم مثل النواب، غشاشون بالفطرة.