تقرير:آلاء إبراهيم
تنشب الخلافات العائلية علي أتفه الأسباب،ولكن سرعان ما يهدئ البركان الثائر وينصلح حاله عقب جلسة تسامر،وابتسامات رقيقة،وضحكات نابعة من الفؤاد،مهما تصاعدت الخلافات لم يكن في حسبان العائلة ان تنهدم اواصرها بجريمة قتل غرضها الأساسي إحراق قلب الأم علي زهرة حياتها،وفلذة كبدها،التي استهدفت لتورطها مع والديها في الخلافات،والسباب بحق زوجة الأخ،التي قررت في لحظة غضب وانتقام بإنهاء الامر وأخذ الثأر وصوبت هدفها نحو أهم فرد في العائلة ومن هنا حققت غرضها بقتل الطفلة لتتخلص من اهانتها،وإحراق قلب والديها وكسر نفوذهما بخسارتهما لأعز ما يملكان،ويزج بها خلف القضبان،دون إظهار ذرة ندم علي ما فعلت….ولاعزاء للترابط الأسري!!.
✴”العرس السعيد…منزل العائلة”.
منذ ثلاثة أعوام تقريبا عزم الأخ علي عقد قرانه وترتيب مراسم عرسه وسط بهجة الأقارب والأصدقاء بقرية الإخصاص التابعة لمركز الصف جنوب محافظة الجيزة،وبدأ حياته في مسكنه الكائن بالقرية ذاتها،ملازما لعائلته،لتبدأ المناوشات بين الزوجة وشقيقة زوجها.
✴”لهيب الخلافات…تصاعد الإهانات”.
تصاعدت لهيب الخلافات الأسرية بين الطرفين وتزايدت الاهانات
والسباب والشتائم،وانخراط الطفلة في المشاكل الاسرية مما زرع الضغينه والحقد في نفس الزوجة،واحتلت الأفكار المدمرة عقلها،لتتوصل لأنسب الحلول بإصابة هدفين بضربة واحدة فقط.
✴” تنفيذ الحيلة المدمرة في الشهر الكريم”.
عزمت الزوجة «غادة. م»، 21 سنة، ربة منزل،علي تنفيذ حيلتها في شهر رمضان الكريم ،وتحديدا في نهاية مايو الماضي ،حيث استغلت زيارتها لمنزل جدتها التي تقطن به،واعدت عدتها واستدرجت ابنه شقيقة زوجها وتدعي “آيه” والتي تبلغ من العمر ثمانية أعوام، عقب الافطار مباشرة،في تمام الثامنه مساءا،بحجة إلقاء القمامة في الترعة القريبة من المنزل،مستغلة هدوء القرية وانشغال عدد من سكانها في صلاة التراويح،ومازحت الطفلة قائلة “يلا يا حبيبتي استخبي جوا الشوال ده بسرعة”،ونفذت الضحية ما طلبته منها المتهمه ظنا منها انها لعبة وستخرج علي الفور،إلا انها فوجئت بإغلاق الشوال عليها،وانتزع البغض والحقد كل ذرة رحمة من فؤادها وألقت بها في الترعة وهي حية،لتلقي مصيرها غرقا اثر منازعتها الموت لفترة،وتختفي في أعماق الترعه.
✴”لغز الاختفاء…ضحكة الشماتة”.
عادت المتهمة للمنزل ومارست حياتها بكل هدوء،وتراقب والدي الطفلة من علي بعد وضحكات الشماته تنبعث من داخلها اثر رؤيتها قلق غير مسبوق لوالدي الضحية،و بعد ساعات من البحث قرر والد المفقودة”جمعة شعبان”، 38 عاما الإبلاغ وتحرير محضر بقسم شرطة الصف،عن تغيب ابنته” آيه ” منذ صلاة التراويح عن المنزل المقيم به في قرية الاخصاص ،ولم يتهم احدا بالتسبب في اختفائها.
✴”البحث المستمر…والعثور علي الجثمان”.
ظل البحث مستمرا علي الطفلة المتغيبة وكثفت القوات الأمنية جهودها،علي مدار 48 ساعة،حتي انتفخ جسد الطفلة ويطفو علي سطح مياه الترعه ،ليتم اخطار المركز بالعثور علي الجثمان داخل شوال منتفخة وفي بداية طور التعفن،علي الفور انتقلت المباحث للمعاينه، حيث تبين أن الجثة داخل جوال وترتدي كامل ملابسها وفي حالة انتفاخ، ولا توجد بها إصابات ظاهرية، وتم التاكد من هويتها واستدعاء والديها لينهارا في حسرة عقب رؤيتهما نجلتهما جثة هامدة. وبمجرد الانتهاء من المعاينة والمناظرة، تم إخطار النيابة العامة التي قررت عرض جثة الطفلة على الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة، وامرت المباحث بسرعة انهاء تحرياتها لتحديد هوية القاتل وضبطه.
✴”حل اللغز..واعترافات المتهمه بكل لامبالاة”.
أجرت المباحث تحرياتها،وفحصت مكان العثور على الجثة، وخطوط السير المحتملة لقدوم وهروب مرتكبي الواقعة، وفحص أقارب وعلاقة أسرة الضحية، والخلافات التي قد تؤدي إلى ارتكاب جريمة القتل،وبعد مرور 72 ساعه ،توصلت التحريات الي توجيه التهمه لزوجة خال الضحية، عقب سماع اقوال شهود العيان،ورؤيتهم للمتهمه تصطحب الضحية وقت صلاة التراويح،بحجة إلقاء القمامة في الترعه،
وبمناظرتها بما أسفرت عنه التحريات أنكرت صلتها بالجريمة في بادئ الامر، وبتضييق الخناق عليها،اعترفت بارتكابها الواقعةوأنها قتلتها بسبب خلافات أسرية بينهما، وسوء معاملة والدي الطفلة، وتعدي الضحية عليها بالسباب والشتائم بصفة مستمرة، بالتحريض من والديها.
حيث اقرت قائلة :”أيوة أنا اللي قتلتها، أنا اتجوزت من 3 سنين وكلنا عايشين في بيت واحد في قرية الإخصاص، وأبو البنت وأمها كانوا دايما بيشتموني، ويخلوا البنت كمان تشتمني، أنا استغليت صلاة التراويح، واخدت البنت وأنا رايحة أرمي الزبالة في الترعة، وبعد ما رميت الزبالة، قلت لها يلا يا حبيبتي ادخلي الشوال على سبيل المزاح، ولما دخلت ربطه ورميتها حية في الترعة ومشيت، كنت عايزة أحرق قلب أمها عليها، بس هو ده كل اللي حصل، التفاصيل دي كلها ما أخدتش ربع ساعة”.
✴”تمثيل المتهمه للجريمة بكل برود أعصاب،وإظهار عدم الندم”.
سجلت الأجهزة الأمنية اعترافات المتهمة، وتم إحالتها للنيابة العامة،التي أصدرت قرارًا بحبسها على ذمة التحقيقات، وعقب ورود تقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية،وتحريات المباحث النهائية،وتمثيل المتهمه للجريمة موضحة أركان خطتها،وعدم ندمها علي مافعلت،وانها قتلتها مع سبق الاصرار والترصد،ولو كانت حية لقتلتها مرارا،أصدرت النيابة تحت إشراف المستشار محمد سراج المحامى العام الأول لنيابات الصف والعياط قرارا بإحالة المتهمة للمحاكمة الجنائية، أمام محكمة الجنايات.