أربعون عامًا مروا على وصية الحاج عبد الغفار مشالي، والد طبيب الغلابة، الدكتور محمد مشالي، والذي وهب نفسه ومهنته لمرضاه، ولا تغيب للحظة عن أذهانه تلك الوصية: “نشأت فقير ووالدي اوصاني بالفقراء خيرًا، ومش عاوز عربية 10 متر، ولا بدلة بآلاف الجنيهات، سنتدوتش الطعمية يكفيني”.
وفي عيادته المتواضعة بالقرب من مدينة طنطا، يقضي الدكتور محمد معظم وقته، بدايةً من الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، بين مرضاه الذين يأتونه من كل أنحاء الغربية، من غير القادرين على أسعار الكشف الخارجي لدى العديد من الأطباء الآخرون، إلا أن الدكتور محمد لم يتجاوز العشر جنيهات حتى الآن.
وفي ظهور خاص خلال حلقة برنامج “قلبي اطمأن”، والذي يدعم العمل الخيري وخدمة “الغلابة”، لإحداث فارق في حياتهم، كان لهم زيارة لـ”طبيب الغلابة”، والذي وهب نفسه لفعل الخير وكرس حياته للمرضى، متطوعًا بعمله لأجل الله ولأجل مرضاه.
فعلى الرغم من المسافات التي قطعها الشاب مقدم البرنامج وفريقه إلى الغربية لمساعدة الدكتور محمد، رفض الدكتور محمد الشيك المقدم له، والذي حمل مبلغ ميلون جنيه،حيث يقول “غيث”، “انتظرناه بالقرب من منزله فلم يأتي، وكذلك أمام العيادة إلا أنه لم يهتم”.
وبعدما عرف الطبيب أن هناك سيدة إماراتية مريضة وتحتاج للكشف عليها، بدأ يهتم لتلبية نداء الإنسانية وشرفه المهني، إلا أنه وجد فريق البرنامج هم من ينتظرونه، ليعرضوا عليه مبلغ “مليون جنيه” ونقله إلى عيادة أكبر وسماعة طبية، إلا أنه رفض كل شيء عدا السماعة الطبية، مؤكدًا على تمسكه بوصية والده، “استوصي بالفقراء خيرًا”، ووجه الفريق بالتبرع لملاجئ الأيتام.