كتب : اسلام نبيل
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة رفضها القاطع للتوجه الإسرائيلي لضم مستوطنات يهودية في الضفة الغربية وإعلان سيادة الاحتلال على منطقة الأغوار الفلسطينية، وأعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، عن بالغ قلقه ورفضه لما تضمنه برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة من خطط وإجراءات لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وقال وزير الخارجية الإماراتي في تصريح له، الأحد، حسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات “وام”، إن هذه الخطوة الأحادية الجانب غير قانونية وتقوض فرص السلام وتتعارض مع كافة الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي دائم، ووفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.
وأكد رفضه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي أشار فيها إلى قبول عربي ضمني بهذه الخطوات، معتبرا أنها “تجافي الواقع وتنافي حقيقة الموقف العربي، فالإجماع العربي معلن وثابت في القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية وتم التأكيد عليه في العديد من الاجتماعات الوزارية العربية.”
وشدد آل نهيان على أن مسار عملية السلام في الشرق الأوسط واضح ومعروف وقد أرسته المبادئ الدولية المتفق عليها لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مجددا تأكيد دولة الإمارات على أن أي خطوات أحادية الجانب تعيق وتعرقل فرص السلام الدائم الذي نطمح إلى تحقيقه.
ولقي تأكيد وزير الخارجية الإماراتي لموقف بلاده الثابت في دعم الحق الفلسطيني ترحيبا جماهيريًا وفصائليًا فلسطينيًا، حيث عبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن تقديرها للموقف الإماراتي الذي قالت الجبهة إنه يشكل دعما معنويا وسياسيا للشعب الفلسطيني.
وقالت الجبهة في بيان لها اليوم الأحد، إن “تصريحات الوزير الإماراتي، وتأكيداته على التمسك بحلول تكفلها الشرعية الدولية، ورفض بلاده الإجراءات الإسرائيلية تشكل دعماً معنوياً وسياسياً لشعبنا، نتطلع إلى تحويله إلى دعم عملي يتمثل بتطبيق قرارات القمم العربية والإسلامية في فرض عزل شامل ومقاطعة تامة لدولة الاحتلال”.
ودعت الجبهة الديمقراطية في بيانها، إلى ضرورة وقف كل أشكال العلاقة مع الاحتلال، بما فيها السياسية والاقتصادية والأمنية، والثقافية وغيرها، ومقاطعة الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلادها إليها، وتوفير الدعم الثابت والدائم للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه الوطنية كاملة في العودة وتقرير المصير والاستقلال، والخلاص من الاحتلال والاستيطان، ورهن الموقف من دولة الاحتلال بالتزامها بقرارات الشرعية الدولية، والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة في الحرب بالعدوانية في الخامس من حزيران (يونيو) 1967م.
ورغم عدم صدور رد فعل إسرائيلي رسمي على الموقف الإماراتي حتى مساء الأحد فإن الإعلام الإسرائيلي أشار إلى أن هذا الموقف يكشف حقيقة المواقف العربية ويؤكد عدم مصداقية تصريحات وتقديرات نتنياهو بقدرته على تمرير قرارات الضم من دون رد فعل عربي.
يشار إلى أن وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو يستعد لزيارة إسرائيل لتأكيد دعم الإدارة الأمريكية لحكومة نتنياهو – غانتس الجديدة، ويصل بومبيو إلى إسرائيل بعد أيام قليلة من إعلان السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان أن ضم المستوطنات والأغوار سيتم خلال أسابيع قليلة.