اماني ياسين
عبر الصعود علي الأبنية الشاهقة والتعرض المستمر الي السقوط ، والخوف الممزوج بحلمٍ يراه من عدسته الصغيرة ، ليس حلم الوصول او تحقيق الاهداف المعلقة ، بل هو حلم ” الجمال الغائب” الذي يراه خلف كاميرته المحموله ويبصره بعين المجذوب .
“المنصورة جميلة اوي من فوق بس احنا عشان الدنيا لهيانا مش شايفين الجمال ده ”
هكذا وصف “محمد عماد” ابن مدينة المنصورة سحر مدينته الذي يبصره بعين فنان ويترجمه لمجموعةٍ من الصور للمدينةِ الساحرة ،كما لم نرها من قبل ، ويضعها بڤيديو احترافي الصنع يحصد ملايين الإعجاب والمشاركات علي منصات التواصل الإجتماعي بمجرد نزوله.
” المنصورة وجمالها” هو إسم الفيديو الذي اختار عماد عنوانه ليكسر جمود القبح ويبعث فينا حب الجمال .
” انا لما نشرت الفيديو اصدقائي اللي ساكنين في نفس الاماكن اللي صورتها مصدقوش انهم عايشين وسط الجمال ده”
ابن ال ٢٢ ربيعاً وثّق تاريخ اجداده بلوحةٍ فنيةٍ مكتملة الأرجاء ، جعلنا نري جمال النيل والميادين والمساجد وتراث المدينة العريق وعبق الماضي والتاريخ ،لعروس الدلتا الشاهدة علي البطولات والأمجاد ، والباقية مدي العمر منذ اكثر من مائة عام ، دون قبحٍ أوتشويه.
” عندي تصور وتخيل للي بصوره بطريقة معينة في دماغي فبشوفه من منظور تاني وده بيعرضني للانتقاد ساعات ” ، دائماً ما يسعي “عماد” في تصويره إلي تبديل بشاعة الواقع بالجمال وهو ما يعرضه احياناً إلي الانتقاد من رواد الشفافية ونقل الصورة الكاملة ، ولكن سرعان ما يبهرهم الجمال ويجذبهم انتماءهم للمدينةِ التي نشأوا فيها فيَرون الجمال القديم والسحر المختبئ وراء السعي والجهد واتربة السيارات ، فيعدلون عن رأيهم ويسعدون بصورتها الخلابة .
“حلم التصوير عندي من زمان وخاصةً المنصورة ، وحاولت كتير وفشلت كتير لأن كانت غايتي إظهارها بشكل جميل”
ويحلم عماد بأن يُتم دراسة الهندسة ثم يقوم بدراسة فن التصوير ليثقل موهبته، ليستطيع أنذاك ان يصور كل الجمال الكامن بكل مدينة من مدن مصر ، ويختتم ..
“انا مبصورش إلا الجمال”