بكلمات بسيطة، قدم ابنه كطبيب لخدمة الله والوطن، واستودعه عند الله ليكون طبيبا ناجحا يخدم أهله والمرضى، ليفجعه الموت في نجله بعد 7 أيام من كتابة المنشور على مواقع التواصل الإجتماعي، لتكون تلك الكلمات آخر ما كتبه عن ابنه قبل أن يرحل، ويبقى الأثر خالدا بين أحبائه وجيرانه وأصدقاء عمره.
والد الطبيب يحكي آخر أيام حياة ابنه
وروى «محمد البلاموني» ابن مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ووالد الطبيب الراحل «محمود»: «مكنتش متوقع إن ربنا هيسمعها مني وياخد محمود عنده بعد ما كتبت البوست بأسبوع واحد، حسيت إن روحي بتروح بعيد عني، تربية عمري ضاعت من بين إيدي في لحظة، خسرت كل حاجة، عمري ووقتي اللي راح على تربيته واهتمامي بيه، كل ده راح، هو أكيد راح عند اللي خلقه بس ساب لينا الوجع، لأن الفراق صعب ومؤلم وكمان لما ميبقاش متوقع وفي سن صغير».
وفاة الطبيب وسط حزن أسرته
وأكد الأب أنه لم يكن بالمنزل لحظة اكتشاف وفاة ابنه، بل كان ذاهبا لعمله إذ يعمل مدرسا بوزارة التربية والتعليم، لكنه فؤجي بإتصال من ابنه الآخر يخبره بضرورة العودة: «رجعت لقيتهم بيقولوا مات خدته على المستشفى وعرفت إنه مات، فرجعت عشان أكرمه لمثواه الأخير، لكن وجعني ابني البكري حبيبي نور عيني وصاحب عمري اللي ربيته أحسن تربية هو وإخواته، هو كان الأول على الثانوية العامة ودكتور لسه متخرج، واستلم شغل قريب، في لحظة يروح مني، وجعني أوي».
الأب يطالب برد الجميل
«نفسي يتوفر معاش لأولاده، هو كان عريس من قريب وساب ليا أحلى توأم عنده سنة، بس بطلب من الجهات الرسمية حق ابني اللي مات بالكورونا بسبب كونه دكتور عزل في المستشفى وكل هدفي إن ولاده يتربوا ويتعلموا أحسن تعليم و تربية زي ما عملت معاه، عشان كده بطلب من الجهات معاش كويس للأطفال عشان يقدروا يعيشوا ويتعلموا كويس»، هكذا أضاف والد الطبيب في حواره، ليوضح رغبته الأولى والأخيرة بعد رحيل نجله بتوافر معاش جيد يعيل الطفلين في تلك الحياة كرد فعل لجميل والدهما، بتضحيته بروحه لتلك المهنة لآخر أنفاسه.