اللهم خاتمة تليق بلقائك
بقلم : مني الحديدي
كثيرا مايتعرض الإنسان للحظات حزن وشعور بالألم والانكسار وفي هذه اللحظات ينتابه شعور أنه لايوجد فوق الأرض من هو أتعث منه
وفي هذه اللحظات المؤلمه المميته أيضا يقسو الأنسان علي نفسه ويشعر انه كالموتي أي ماتت الحياة بداخله
ويعيش بين الأخرين كالميت تماما
فالموت أصبح ليس مفارقة الحياة
فهناك من الأوجاع والألام التي تجعلنا نعيش الموت بكل تفاصيله ونحن علي قيد الحياة
كثير منا أيضا يتمني الموت في لحظات الحزن والانكسار ولكن عندما نفكر ماذا بعد الموت ؟ ونتذكر القبر وظلمته وضيقه ووحشته ورهبته ؟
نتذكر مالدينا من رصيد ومدي الإستعداد للقاء العبد بربه
عندما تنقطع الروح بالبدن والإنتقال من دار الحق وإنطواء الصحف وإنقطاع التوبه ولم تعد هناك مهلة للإستغفار والندم والتوبه
ويالها من رهبه وندم علي ذنوب نحملها علي أعناقنا وحسنات ليتنا زدنا منها
فالموت زائر إجباري لكل منا دون موعد إنه منتهي كل حي وهو سنة الله في العباد ولقب ميت حتما سينالة كل منا كل في ميعاده وأوانه
ففقد كتب الله سبحانه وتعالى الموت على عباده جميعا فقد قال تعالى (كل نفس ذائقة الْموْت وإِنما تَوفون أُجوركم يوم الْقيامَة) فالموت حقيقة يجب أن يعلمها ويدركها كل إنسان فلا نجاة منه لأحد من الناس سواء كان غنيا أم فقيرا صحيحا أم سقيما ولا مهرب ولا مفر للإنسان منه كذلك فهو مدركه لا محالة حيثما كان قال تعالى (قل إِنَ الْموت الَذي تفرونَ منه فَإنه ملاقيكم )
إن نسيان الموت سبب للهو والغفلة والانغماس في الدنيا كما أن تذكر الموت سبب للزهد في الدنيا والإقبال على العمل الصالح ولذا حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت وعدم نسيانه لئلا نغفل فقال صلى الله عليه وسلم ( أكثروا من ذكر هادم اللذات )
المؤمن دائما ينتابه الفزع من الموت خوفا أن يباغته وهو لم يتهيأ له ولذلك المريض المقدم على الموت تتغير حياته في آخر أيامه فترخص عنده الدنيا ويذهدها
وكل مايشغله ماكتب في كتابه ويتمني عمل صالح يلقي به ربه
اللهم ارزقنا خوفك وإجعل الموت بين أعيننا فلا شيء يستحق البكاء سوى الحرمان منك والبعد عنك ولا حزن بحق إلا الحزن عليك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى والعمل بطاعته وإجتناب معصيته فإننا لا ندري متى نفارق دنيانا إلى قبورنا ونجهل الحالة التي يختم بها لنا ولا نعلم أي عمل نلقى به ربنا وقد يأتي الموت للعبد بغتة وهو في أحسن حال يكون فيها بكامل صحته وتألقه وهذا الذي يفجع الأحياء منا ويخافه الناس على أنفسهم لقلة الزاد وضعف الاستعداد
ولذا يجب علينا الخوف الدائم وترقب الموت في أي لحظة
أسأل الله العظيم أن يحسن خواتمنا وأن يرزقنا الاعتبار بغيرنا والإستعداد للقائه كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
التعليقات متوقفه