تقدم المنصورة توداي لقرائها تقرير عن متحف المنصورة القومي المشهور ب “دار ابن لقمان ” حيث تلعب المتاحف القومية دورا هاما في تنمية روح النضال والفداء وهو مايثري الوحدة الوطنية والانتماء القومي لدي أفراد الشعب علي مر الأجيال .
تعد دار ابن لقمان في مدينة المنصورة أشهر دار ارتبط بها التاريخ الإسلامي، فهذه الدار شهدت اسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا بعد معركة شرسة بالقرب من المنصورة ، تنسب هذه الدار لقاضي المدينة في هذا الوقت وهو القاضي المصري إبراهيم بن لقمان من مدينة القاهرة كما تذكر ذلك كتب التراجم .
تقع “دار بن لقمان” في منتصف شارع بورسعيد في الجهة المقابلة لشارع الثورة “السكة الجديدة” بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية .
أقيمت الدار علي شاطىْ النيل حينئذ ولكن بمرور الزمن ابتعد النيل عنها مسافة حوالى 500 متر[11]، وهي دار قد بنيت علي الطراز العربي القديم المكون من السلاملك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء.
يرجع تاريخ بناء هذه الدار الي ما يربو عن 11000 عام حيث أقيمت مع بدايات إنشاء الكامل محمد بن العادل لمدينة المنصورة عام 975م تقريبا حيث كانت المدينة عبارة عن جزيرة صغيرة يطلق عليها جزيرة الورد، حيث بدأ العمران بها وأصبحت مُلتقي للتجارة بين الأقاليم.
كان يجاور هذه الدار عند بنائها مسجد كبير يطلق عليه مسجد الموافي نسبة للشيخ الموافي والذي كان يقيم حلقة علم به ودفن به، علما بأن الذي بناه هو الملك الكامل مع بداية تكوين المدينة، ولا يزال هذا المسجد موجوداً للآن ونجد أن قبلة المسجد لا تزال تدخل في حائط دار ابن لقمان مما يدل علي قدم هذه الدار وكونها من عهد بناء هذا المسجد .
أنشأ المتحف في 7 مايو 1960 وتم تطويره وأعيد افتتاحه عام 19977 والمدير الحالي للدار الأستاذ أحمد حسن وكبير أمناء المتحف الأستاذ إسماعيل غزي .
تأتي الأهمية التاريخية لدار ابن لقمان من كونها شهدت نهاية الحروب الصليبية علي الشرق العربي، حيث أعلن لويس التاسع ملك فرنسا انه سيقود غزوة صليبية هائلة (الحملة السابعة) وان هدفه هو الاستيلاء على مصر التي كانت تمثل العقبة الكبري في طريق استرداده لبيت المقدس وتجمعت جيوش هذه الحملة في قبرص في ربيع عام 1248م وعلى رأسها الملك لويس التاسع نفسه ولكنها تأخرت هناك لمدة 8 شهور وصلت أثناءها أخبار الحملة الي مصر عن طريق الامبراطور فريدريك الثالث.
كان الملك الصالح نجم الدين أيوب بدمشق حين وصلت الحملة إلى دمياط فلما علم بأخبارها عاد مسرعاً إلى مصر، وتحركت الحملة بعد نزولها الي جيزة دمياط باتجاه فارسكور إلا أن الملك الصالح نجم الدين أيوب وافته المنية فأخفت زوجته شجر الدر خبر وفاته لحين عودة ابنه توران شاه من حصن كيفا الواقع على ضفاف دجلة.
تولي المملوك بيبرس البندقداري قيادة قوات المسلمين وإنزال الهزيمة بالفرنج في معركة المنصورة التي أبلي العامة فيها بلاء حسنا وقتل في هذه المعركة روبرت كونت ارتوا أخو الملك لويس التاسع والذي كان علي رأس الجيش بينما كان لويس التاسع عند مخاضة سلمون علي بحر اشموم طناح في طريقه إلى المنصورة .
وصل الملك توران شاه وتسلم قيادة الجيش المصري، وبدأ أعماله الحربية بالاستيلاء على جميع المراكب الفرنسية التي تحمل المؤن للمعتدين، وبذلك عرقل خطوط إمدادهم، فاضطرهم إلى التقهقر بعد أن نفدت ذخيرتهم وعتادهم الحربي فقرر لويس التاسع الرجوع الي دمياط والتحصن بها ولكن قوات المسلمين قطعت الطريق عليهم وطاردوهم وأخذ يغير على الجيش الصليبي أثناء انسحابه تجاه دمياط، ثم طوقهم وسد عليهم طريق الانسحاب وانقضت عليهم قوات المسلمبن قرب بلدة ميت الخولى عبد الله بالقرب من المنصورة وتم أسر لويس التاسع ملك فرنسا ونقلة إلى دار كاتب الإنشاء فخر الدين بن لقمان. بلغ قتلى الصليبين في هذه المعركة – كما يذكر المؤرخون – ثلاثين ألفا، فعرض التسليم وطلب الأمان لنفسه ولمن بقى معه من خاصة عساكره وحاشيته، فأجابه إلى الأمان الذي طلب .
استسلم لويس الحزين لمصيره حيث أرسل أسيرا إلى دار إبراهيم بن لقمان قاضى المنصورة، وأشترط المصريون تسليم دمياط، وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير و غيره من كبار الأسرى، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك ولكبار ضباطه، ولم يكن أمام لويس إلا الإذعان فافتدى نفسه وبقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات.
وصف الدار :
تتكون الدار من طابقين علي الطراز الإسلامي حيث نجد أن باب الدار عبارة عن باب كبير يصل طوله إلى ما يزيد عن مترين ومنقسم إلي باب آخر يحويه لايتجاوز طوله الاربعين سنتيمتر ويقال أن الباب الصغير أنشئ خصيصا في قلب هذا الباب لكي يدخل الملك لويس محني الظهر إلي الأسر.
“الطابق الأول ”
يتكون الطابق الأول من قسمين، القسم الأول عبارة عن غرفتين تقع علي يمين الداخل بكل منهما كوة صغيرة كانت عبارة عن نافذة تطل علي الطريق ولكنها أغلقت منذ أمد طويل.
القسم الثاني وهو علي يسار الداخل وكان مكون من غرفتين أيضا ولكن نظرا لتهدمهما فقد أعيد بنائهما علي هيئه صالة متسعة أتخذت متحف يؤرخ لتاريخ الحملات الصليبية حيث يوجد به صوره ضخمة تمثل معركة المنصورة أمام الصليبين وأيضا تمثال نصفي لصلاح الدين الأيوبي وكذلك مجموعه من الأسلحة المستخدمة في هذا العصر من رماح وأسهم وخناجر ودروع.
صحن الدار :
يتوسط القسمين صحن كبير للدار به سلم خشبي يصعد للدور الثاني
الدور الثان :
وهذا الدور يتكون من غرفة واحد وهي الغرفة التي أسر بها لويس التاسع وتتكون من أريكة خشبية وخزانة في الحائط ونافذة مطلة علي الخارج وكرسي ضخم، وأهم ما يميز الغرفة هو تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس والاغلال في يده وخلفه الطواشي صبيح وهو حارس كان يقوم بحراستة.
ويبقي أن نشير إلي مواعيد زيارة الدار حيث تستقبل الدار الساده الزائرين طوال أيام الأسبوع ماعدا الإثنين والجمعه وذلك من التاسعه صباحا وحتي السادسة مساءا
قيمة التذكرة للطلبه جنيه واحد وبالنسبة للاخوة العرب خمسة جنيهات وللمصري ثلاث جنيهات أما الزائر الأجنبي فقيمة التذكرة عشرة جنيهات
وفي نهاية التقرير أتوجه بخالص الشكر للأستاذ أحمد حسن مدير الدار والأستاذ إسماعيل غزي كبير الأمناء علي حفاوة الإستقبال
وشكر خاص للأستاذ أحمد الرفاعي من أمن الدارعلي أصطحابه لنا في جولتنا بالدرا وإمدادنا بالمادة العلمية التاريخية .