عاطف سعد يكتب نحو إدارة إعلامية تقدم خدمة حقيقية وتعكس الأداء الفعلي للأجهزة التنفيذية
بقلم : عاطف سعد
لم تكن الإشكالية يوما في الأداء الإعلامي بالإدارات الحكومية المختلفة مهما كان به من سلبيات أو أخطاء والتي يمكن تصحيحها بأسرع وقت وأقل تكلفة وجهد, وإنما تكمن المشكلة في آليات تنفيذ البرامج الإعلامية بدءا من إجراءات التنفيذ التي تتخذ شكلا نمطيا وبيروقراطيا لا يميز بين العمل الإعلامي والعمل الإداري في الأدوات أو الإجراءات أو في نوعية الكادر البشري القائم بالعمل فيها, وقبل البحث عن آليات عمل الإدارات الإعلامية يتوجب علينا تهيئة أجواء العمل نفسه داخلها وتمكينها من أداء دورها كما ينبغي, فما جدوى الآليات إذا كانت ستصطدم بواقع عملي لا يناسبها ولا يتلاءم مع طبيعة العمل فيها, فلا يجوز أن يتقيد العاملين بالحقل الإعلامي بقيود الموظف القابع خلف المكتب أو الذي يقوم بوظيفة مكتبية ويجب تحديد آليات العمل وصلاحيات الموظف واختصاصاته,كما أنه لابد من رفع حواجز التواصل بين الإدارة والمسئولين وأن تكون العلاقة بينهم دون وسيط,فطبيعة الإعلام بصفة عامة تفرض علاقة خاصة بين إداراته والمنظمة التابع لها والذي ينعكس على طريقة إدارتها وتحديد أهدافها وأساليب تحقيقها.
إن الإعلام يعد شريكا في تحقيق التنمية ولا يجب اعتباره مجرد وسيلة لتوصيل الخبر وإنما قوة تؤثر بشكل فعال في الجمهور وتساهم في تشكيل وتوجيه المفاهيم وابراز ما تقوم به الأجهزة التنفيذية من جهود ومشروعات تعكس دور الدولة في الإهتمام باحتياجات المواطنين ,ولذلك يجب تدعيم العلاقة مع وسائل الاتصال المعروفة من صحف وتلفزيون وغيرها,وإشراك الصحفيين والإعلاميين المتميزين في المساهمة في عمل المنظمة من خلال دعوتهم سواء للقاءات إعلامية أو اجتماعات عامة لتبادل الرأي وتقديم المشورة .
إن وظيفة إدارة الإعلام يجب أن تتخطى حدود تقديم المعلومات للصحفيين، والبحث عن الموضوعات التي تهم الجمهور ونشرها في الوقت المناسب ورصد ما ينشر من خلال وسائل الاتصال, وأن يكون برنامج الإدارة بمثابة خدمة حقيقية للمواطن فيعاونه في الحصول على المطلوب من الخدمات التي توفرها المنظمة الحكومية ويشعر المواطن بالأمان في توصيل صوته وتحقيق مصالحه .
إن الإدارة الإعلامية في المؤسسات الناجحة هي التي تمتلك القيادة الرشيدة التي يمكنها توحيد صفوف العاملين بها وليس تفريقهم وتنسيق العمل بينهم كفريق عمل وليس كفرق متصارعة,القيادة التي تملك الرؤية في توظيف الكفاءات العلمية والعملية في ظل الإمكانات المتاحة بأفضل السبل وبأقل التكاليف من أجل حسن سير العمل وتميز الأداء, ويعتمد ذلك بشكل أساسي على حسن تنظيمها وتوزيع الصلاحيات بين أقسامها الإدارية والفنية بشكل يساعد على دفع العمل فيها بأسلوب أفضل من حيث نوعية الكادر البشري وتحديد المسئوليات وتجانس الموظفين وتنظيم العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين, كما يجب أن يتلاءم المقر مع طبيعة عمل الإدارة ونشاطها وأن يشتمل على كل الأدوات اللازمة والتي تضم التكنولوجيا الحديثة التي تتلاءم مع معطيات العصر,كما يجب منح حوافز مميزة للعاملين فيها تتناسب مع طبيعة وظروف عمل تلك الإدارات الإعلامية، ماسبق ليس كل شئ وانما الحد الأدنى الواجب توافره إذا أردنا إدارات إعلامية في المؤسسات الحكومية تعمل على نقل أنشطة وفعاليات وتعكس جهود الأجهزة التنفيذية.
التعليقات متوقفه