الدقهلية – أحمد السعيد
منذ تعرض شريف شاهين لحادث أليم من الصغر وهو يواظب يوميا على الذهاب إلى دراسته او عمله بكل أمل وتفاؤل متجاهل لكل نظرات المجتمع لإعاقته مبتسما راضيا بقضاء الله
المهندس شريف شاهين إبن من أبناء مدينة المنصورة الباسلة ومحافظة الدقهلية بإختصار هو بطل من أبطال مصر لتحديه الظروف الخاصة التى لحقت به منذ الصغر والتى كانت بدايتها عندما أجبر وهو في سن عامين على بتر قدمه اليسرى بعد تعرضه هو وأسرته لحادث أليم عام 1984 تسبب في بتر قدمه من أعلى الركبة و أصبح من فاقدى الأطراف وذوى القدرات الخاصة لتبدأ معاناة عائلته فى البحث عن قدم صناعية تمكنه من العيش كغيره من الأطفال.
لم تجد الأسرة ما تبحث عنه فى مدينة المنصورة حيث لم تكن الإمكانيات في هذا التوقيت متوفرة في الأقاليم وشدوا الرحال إلى العاصمة الأم القاهرة وتحديداً الى جمعية الوفاء و الأمل فى المعادى، واستطاعوا الحصول على قدم صناعية لأبن المنصورة ، وبات الصغير مضطراً إلى زيارتها كل 6 أشهر لكونه فى فترة نمو تحتاج إلى تغيير مستمر للقدم الصناعية تتناسب مع نمو جسمه و بعد مرور ما يزيد عن 11 عاماً توقف المهندس شريف شاهين عن زيارة الجمعية تجنبا لبعد المسافة وارهاق السفر وخاصة بعد توافر الإمكانيات في الأقاليم وانتشار الأطراف الصناعية بها . تخرج المهندس شريف من قسم الإلكترونيات بكلية الهندسةوبدأت معاناته مثله مثل الكثير من ذوى الاحتياجات الخاصة فقابل الكثير من المتاعب للحصول على وظيفة، إلى أن أصبح مبرمجاً فى جامعة المنصورة، وحقق نجاحاً واضحاً جعله يترأس القسم بأكمله، وخلال تلك الأثناء، قرر ان يساعد أصحاب الأطراف الصناعية ومساعدتهم في تجاوز معاناه الاعاقة وتكريب الأطراف الصناعية
لم يشعر الرجل الخلوق طوال عمره بوجود أي إعاقة لديه من قبل عائلته، إلا أنه لم يسلم من المجتمع، حيث كان محاصرًا طوال الوقت بنوع من الشفقة والأسئلة المستمرة عن حالته داخل المدرسة، كـ”سيبوه يقعد يا جماعة أصل رجله فيها مشكلة.. لا معلش أصل رجله بتوجعه.. أنت إزاي حصلك كده وبتعرف تتعامل إزاي”، ما سببه له ألمًا وضيقًا، وسرعان ما تحول هذا الضيق إلى ثقة في مرحلة الشباب.
وأكد “حسيت أني زي اللي عنده قصر نظر أو ضعف سمع، وكلنا بنستعين بحاجة صناعية علشان نتغلب على ده سواء بالنظارة أو السماعة أو الساق”، ما جعله يسير بثبات وقوة متجاهلا تلك المضايقات ويتجاوزها بردوده السريعة والقاطعة، ويمارس حياة بشكل طبيعي، فيقضي ساعات لممارسة رياضة الجري ويركب الدراجة والسيارة والدراجة البخارية.
وكما أكد المهندس شريف شاهين ان الأطراف الصناعية دائما تحتاج إلى تأهيل نفسي وبدني لتقبلها من تمرينات ومتابعات وكشف جلدي مضيفا أنه اتجه فيما بعد إلى تكوين جميعة خيرية خاصة به يوفر فيها الأطراف الصناعية والتي مضى يبحث عنها على صفحات الإنترنت وسرعان ما توصل بالفعل للعديد من الحالات.
وانشغل شريف بالعمل التطوعي، الذي لم يكن يعمل فيه سواه “كنت بعمل كل حاجة حتى تنظيف ومسح المكان”، ما دفعنه للحصول على إجازة طويلة الأمد من عمله، الذي قضى فيه 9 أعوام، رغبة منه في مساعدة ذوي القدرات الخاصة بشكل أكبر، قائلًا “أهلي شجعوني جدًا على الموضوع ده علشان شافوا المعاناة الكبيرة اللي قضيتها في حياتي، ومراتي ساندتني، صحيح في مشاكل مالية بس أنا بسعى لتحقيق حلمي”.
ولم يتوقف حلم شاهين عند هذا الحد، حيث ما زال يسعى إلى تأسيس فرع آخر بالصعيد، والحصول على مصادر تمويل متعددة لمساعدة المزيد من ذوي القدرات الخاصة الذين يهدفون إلى الحصول على حقهم في “الحياة”.
والمنصورة اليوم تؤكد على اعتزازها بما فعله المهندس شريف شاهين و أنه بالفعل يعتبر فخرا لنا جميعا في محافظة الدقهلية عامة ومدينة المنصورة خاصة