هوس التنقيب عن الآثار يغزو عقول أبناء الدقهلية ودماء تسيل بحثا عن الوهم
تقرير : شيماء العدل
انتشرت في الآونة الأخيرة هوس الثراء المتمثل في حلم التنقيب عن الآثار، فقطعة أثرية واحدة قد تغير مسيرة عائلة بأكملها، وتشتهر محافظة الدقهلية باحتوائها علي العديد من التلال الأثرية والتي يصل عددها إلي 28 تلًا من مختلف العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، أهمها “تلال الربع” و”البلامون” و”بلة” و”تمى الأمديد” و”المقدام” المعروف باسم “هليوبوليس” و”البلاصون” و”أولاد إسماعيل” و”عبدالله بن سلام” و”كوم الضبع”، وتل “آثار العمدة” والذى اختفي تماما وكانت تقدر مساحته بفدان ويقع بمدينة الكردى، ويذكر أن عدد كبير من المزارعين استولي على الآثار المتواجدة بداخله وحولوه إلى أراضى زراعية.
ومؤخرا وجدنا أن عددًا كبيرًا من الشباب خاصة العاطلين اهتموا بفكرة التنقيب عن الآثار أسفل المنازل في محاولة للثراء السريع، وظهر أشخاص فرغوا أنفسهم للبحث عن الآثار ولم يبعدهم عن تلك المخاطر التى قد تؤدى بحياة البعض أثناء الحفر إلا أن حلمهم بالثراء السريع يدفعهم للبحث عن القطع الأثرية والتي قد يصل ثمنها إلى ملايين الدولارات ،
وقد يؤدي إلى انهيار المنزل أو منازل الشارع كله دون جدوى ، ليضيع حفر المنقبين هباء ويبدأ حلم جديد في شارع آخر.
أحمد محمود، من أهالي قرية بدواي التابعة لمركز المنصورة يقول: “إن عددا كبيرا من الأهالي يحفرون لأعماق مختلفة في باطن الأرض بحثا عن قطع أثرية، جرى إيهامهم بأنها موجودة أسفل منازلهم، فمازال حلم الثراء يراود هؤلاء الذين أصبح همهم الآن الوصول لتلك الآثار، عن طريق الحفر أو عن طريق أحد الدجالين، الذي يوهم ضحيته بتحديد المكان الذي يوجد به آثار”.
وأضاف عبد العظيم، أن جنون التنقيب عن الآثار سيطر على الكثيرين الذين غيبت الأوهام عقولهم ، وأن عمليات التنقيب أسفل المنازل غالبا ما تتم في الليل حتي لا ينكشف أمرهم .
فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المنقبين عن الأثار بالمحافظة وكان هناك العديد من الوقائع ومنها في شهر مارس الماضى عندما تلقى اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من ضباط مركز المنزلة يفيد مصرع عامل داخل حفرة أسفل منزل بقرية العزيزة بعد قيام صاحب المنزل بالتنقيب عن الآثار أسفل منزله وعمل حفرة حوالى 112 متر أسفل المنزل واستقدم عامل لإستكمال الحفر أسفل المنزل وبعد نزوله انهار عليه جزء من الحفرة ولقى مصرعه فى الحال فيما لم تتمكن قوات الحماية المدنية من استخراج الجثة.
وفى نهاية أبريل الماضى ورود بلاغ لمركز تمى الأمديد، بتنقيب مجموعة من الأشخاص عن الآثار داخل منزل بقرية الربع وعلى الفور انتقل ضباط المباحث إلى مكان البلاغ وبالفحص تبين أن المنزل ملك عبدالفتاح. ش. س. وأنه مكون من دور واحد عبارة عن 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ وعثرَ بأحد الغرف على حفرة بعمق 10 أمتار وبعرض 3 أمتار كما عثر على فأس وكوريك و2 جردل بلاستك وجنزير حديد ومرزبة ومقطف وكرتونة بداخلها 4 أحجار مختلفة الأحجام 3 منها تشبه حجر البازلت وواحد يشبه حجر الجرانيت ويشتبه فى أثريتها وتم ضبطَ 7 أشخاص داخل المنزل وكيس أسود به 7 هواتف محمولة وتحرر المحضر رقم 24469 لسنة 2107 جنح مركز تمى الأمديد.
وأيضا ضبط خفير وستة من شركائه أثناء تنقيبهم عن الآثار داخل حظيرة ماشية ملحقة بمنزل تاجر حديد بقرية الربع التابعه للمركز بمساحة ” 20 متر تقريبًا ومشيدة بالبلوك ومعروشة بالسدة والعروق الخشبية ووجود حفر ( قطر 2 متر × عمق 3متر ) وعثر على بعض أدوات الحفر وبمواجهة المتهمين إعترفوا بقيامهم بالحفر بقصد التنقيب عن الآثار وتم التحفظ على مكان الواقعة والمضبوطات على ذمة تصرفات النيابة.
في شهر أغسطس تمكن ضباط وحدة مباحث المركز المنصورة ، من ضبط كل من “هيثم م. أ”، 39 عاما، عامل، وشقيقه محمد، 26 عاما، عامل، ويقيمان قرية ” طناح ” و”حامد م، 30 عاما، عامل”، و”أحمد س، 27 عاما عامل”، ويقيمان بقرية “ميت علي”، دائرة المركز، حال قيامهم بالحفر داخل منزل “بشرى إ، 62 عاما ربة منزل”، ومقيمة بذات القرية.
بمواجهة المتهمين ومالكة المنزل أنكروا قيامهم بالحفر بقصد التنقيب عن الآثار، وعللوا ذلك بقصد سحب المياه الجوفية من أسفل المنزل.
تم التحفظ على مكان الواقعة، والمضبوطات على ذمة تصرفات النيابة، كلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة.وتحرر عن ذلك المحضر رقم 7663 لسنة 2017 إدارى المركز.
كما تمكن النقيب محمد متولى منصور، الضابط بوحدة مباحث مركز المنصورة، المعين بخدمة المرور الليلى لتفقد الحالة الأمنية، في شهر نوفمبر من ضبط 6 أشخاص بقرية شاوة، يقومون بالتنقيب عن الآثار ، وبعد أن تأكد من المعلومات السرية، من خلال التحريات، تأكد بقيام بعض الأشخاص بالحفر بأحد منازل قرية شاوة بقصد التنقيب عن الآثار.
واقتحمت القوة الأمنية منزل، جمال.ر”، المكون من 3 طوابق، وتبين وجود حفرة قطرها متر وعمقها 5 أمتار تقريبا بصالة الطابق الأرضى وعثروا على بعض أدوات الحفر، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 10958 لسنة 2017 إدارة مركز المنصورة.
كما شهدت مدينة المطرية في شهر ديسمبر ضبط مالك منزل و”محمد م ي 49 سنة عامل”، و”رمضان م ا 52 سنة صياد”، أثناء تنقيبهم عن الآثار داخل المنزل، وتبين وجود حفرة ” قطرها 120 سم، بعمق 14 مترا “، وتم ضبط بعض أدوات الحفر “2 موتور مياه ، كشاف ، حبل طوله 50 متر، 3 كوريك ، أجنة وجاكوش ، 2 جردل ، فأس “.
وفي شربين تم القبض على كلا من محمد. ا.س64، محمد م. أ 26 سنة نجار، ويقيمان بشربين ، وزينهم. ز. ع 22سنه مقيم بالسنطة بمحافظة الغربية، وتبين وجود حفرتين بالصالة داخل منزل بعمق 6متر، وتم التحفظ على أدوات للحفر ، وبمواجهتهم اعترفوا بقيامهم بالحفر للتنقيب عن آثار ، وتحرر محضر رقم 9784/2017 بمركز شربين و حبس المتهمين لحين العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات .
نطالب المسؤولين بضرورة سن عقوبات جديدة رادعة للحد من انتشار حالات التنقيب، في ظل وجود حالة من الهوس الشديد الذي أصاب الأهالي، سعيا وراء تحقيق مكاسب سريعة خاصة بعد تعرض مئات المنازل للسقوط والانهيار جراء الحفر بداخله، بحثا عن “لقايا الفراعنة” إضافة إلي تربح عصابات منظمة يوهمون ضحاياهم بوجود آثار بداخل منازلهم.