نجح في انتزاع الضحكات من قلوبنا بتلقائية شديدة، فالكوميديا خُلقت لأجله، وخُلق هو لأجل الكوميديا، لكن شتان الفارق بين ريعان الشباب وسط ضحكات متعالية، وأيام الوهن على سرير المرض، الذي بللته دموع الراحل حسرة على مجد قد ولّى، وصحة هجرت جسده، حرمته من تصفيق جمهور المسرح، وعزلته لسنوات داخل جدران غرفة طبية وسط أسلاك تنتشر في جسده، إلى أن دق الموت بابه، ورحل عن عمر ناهز 66 عامًا بعد أن أنهك المرض قلبه الطفولي.
1- ولد في يوم 30 مايو من عام 1941، في شارع “الحوّار” بميدان “الطميهي” في مدينة المنصورة داخل محافظة الدقهلية.
2- كانت أسرته بسيطة، لم تربطها علاقة بالفن من قريب أو بعيد، وكان هو أصغر إخوته، حيث كانت له شقيقتان تُدعيان “إنصاف وفتحية”.
3- توفي والده الذي كان يعمل تاجرًا وهو في سن عامين، فلم يره حتى من خلال الصور، لذا تعلق بوالدته التي كانت له بمثابة الأم والأب معًا.
5- كان نحيف الجسد وقت طفولته، فأدمن لعب “الكرة الشراب” في الشارع مع أصدقائه، وأكد أنه كان سيصير لاعب كرة لولا اقتحامه مجال التمثيل فيما بعد.
6- أحب التمثيل والغناء منذ صغره، وكان يشارك في حفلات السمر التي كانت تقيمها المدرسة الإعدادية في رحلات المعسكرات.
7- انتقل إلى القاهرة لدخول المرحلة الثانوية، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل، وحصل على البكالوريوس في عام 1969.
8- اختاره المخرج المسرحي، نبيل الألفي، الذي كان عميد المعهد آنذاك، للمشاركة في أعماله التي يخرجها، وشارك في أول عمل مسرحي بعنوان “الغول”.
9- بعد تخرجه انضم إلى فرقة “الفنانين المتحدين”، مع عادل إمام وسعيد صالح، ليقدم أقوى أدواره المسرحية، وهو دور “منصور” في رواية “مدرسة المشاغبين” عام 1971، ثم أعقبه بدور “عاطف” في مسرحية “العيال كبرت”.
10- كشف في أحد حواراته التليفزيونية أن “الإيفيه” الذي كان سببًا في شهرته بمسرحية “مدرسة المشاغبين” وهو “منصور اللي مبيجمعش”، كانت حالة ارتجالية منه على المسرح، بعدما ظل وقتًا طويلًا بدون حديث في المسرحية، فبدأ يتقدم من سعيد صالح، فشعر الأخير أن لديه “إيفيه” يريد أن يلقيه، فأشركه في الحديث وقال له “طبعا الواد ابن الناظر ده مش فاهم حاجة من الكلام اللي بنقوله” ليبدأ يونس شلبي حالة “منصور اللي مبيجمعش” والتي مكث بها لمدة 10 دقائق تقريبًا، واشتهر منذ حينها بأنه “ممثل مبيجمعش”، لكنه نفى ذلك وأكد أن الأمر كان مجرد حالة مسرحية ولا تنطبق عليه في الحقيقة، فهو شديد التركيز في عمله.
11- بلغ عدد الأفلام التي شارك بها سواء في أدوار البطولة أو أدوار ثانوية نحو 90 فيلمًا، من أشهرها “العسكري شبراوي”، “ريا وسكينة”، “مغاوري في الكلية”، وفيلم “الغول”، كما قدم أكثر من 20 مسلسلا دراميا منها “الستات ما يعملوش كده”، ومسلسلا إذاعيا واحدا.
12- ظل لمدة 18 عامًا يقدم شخصية “بوجي” في مسلسل الأطفال “بوجي وطمطم”، الذي علق في آذان أطفال جيلي الثمانينيات والتسعينيات، كما قدم شريطا غنائيا “كاسيت” للأطفال بالتعاون مع الملحن حسن أبو السعود.
13- قال في لقاء تليفزيوني له إنه لا يحب الأكل على عكس ما يبدو عليه من زيادة وزن، وأكد أنه كان يحب كثيرًا الأرز مع السبانخ، وروى أنه أثناء زيارته لباريس كان يمشي عشرات الكيلو مترات يوميًا، لدرجة أنه فقد من وزنه 22 كيلو جرام في 22 يومًا، فلما عاد إلى مصر ورآه أصدقاؤه لم يتعرفوا عليه، لكن والدته طبخت له أكلته المفضلة واستعاد ملامحه الثمينة بعد هذه الأكلة، على حد قوله.
14- رفض الحديث عن والدته في جميع حواراته التي أجراها، وكان ذلك شرطًا أساسيًا لإجراء الحوارات، لكن مذيعًا فاجأه بالحديث عنها رغم تنويهه أثناء اللقاء أن يونس شلبي رفض ذلك مسبقًا، وما إن أصر المذيع على الحديث عن والدة الفنان، حتى أجهش “شلبي” بالبكاء كالأطفال وأوقف التصوير لمدة 40 دقيقة، ظل فيها يبكي بشدة، وذلك لعلاقته القوية بها، وما تركته من أثر سيء بوفاتها.
16- بدأت رحلته مع المرض عام 1993، حينما تعرض لجلطة في المخ أثناء عرض إحدى المسرحيات بالمملكة العربية السعودية، استلزمت نقله إلى أحد المستشفيات هناك لتلقي العلاج، لكنه طلب أن يستكمل علاجه بمصر، حيث ساءت حالته مما اضطره لملازمة الفراش لفترات طويلة، وبخاصة بعد تعرضه لعدد من العمليات الجراحية الصعبة، في نفس الوقت الذي تكررت فيها إصابته بجلطات في المخ والساقين بشكل أثر على حركته، وزاد الأمر سوءًا حينما أعلن الأطباء ضرورة خضوعه لعملية جراحية خطيرة في شرايين القلب، ما اضطره لبيع ممتلكاته للإنفاق على علاجه، وفق ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.
17- رحل عن عالمنا في يوم 12 نوفمبر من عام 2007، في مستشفى المقاولون العرب بالقاهرة عن عمر ناهز 66 عاماً،
وتم نقله بعدها لمسقط رأسه بالمنصورة، حيث تم دفنه.