هذه كلماتي الاخيرة ربما ستقولون كافراً وربما مجنون لم يعد يعني لي ما تقولون لقد أعددت العدة لكل شيء لم يعد هناك ما يمنعني من تنفيذ ما أستقرت عليه نفسي ، سوف أغادر هذه الدنيا غير أسفاً عليها سوف أتركها لمن يشتهيها سأرحل بدون أن أترك أثر يدل على أني قد مررت بها حتى ولو لحظة ، عشت فيها نكرة وسأموت كذلك ، لن يلحظ أحد غيابي . هنا توقف قلمي عن الكتابة و ملئ الحنق قلبي شعرت بالاختناق وبزيادة الأثقال عليه، تسألت لمن أكتب هذه الكلمات ؟ فأنا بالفعل نكرة ، كتبت الحقيقة بدون أن أدري ، و تسألت مرة أخرى لماذا أموت نكرة ؟ لماذا لا يكون موتي حدثاً مدوياً تهتز له أنحاء المعمورة وأنال قسطاً من الشهرة التي طالما رأيتها في أحلام يقظتي عمري كله حتى ولو بعد رحيلي ؟ نهضت عن مقعدي غاضباً و نظرت الى ساعة الحائط وجدت أنه لم يتبقى سوى دقائق معدودة على لحظة التنفيذ التي حددتها لنفسي من قبل تحركت بخطوات بطيئة داخل غرفتي من أقصاها لأقصاها حتى دقت الساعة معلنة عن ميعاد موتي وهممت بالتنفيذ ولكني تراجعت وقررت ألا أموت كما عشت نكرة ، دب قراري الحماسة في جسدي كله فازدادت ضربات قلبي وتلاحقت أنفاسي وأقتنعت تماما بالتأجيل حتى أضع خطة جديدة وأجهز ما يلزم تنفيذها مكثت منكباً على مكتبي أحاول الوصول للفكرة التي تحقق هدفي حتى بزغ فجر اليوم التالي وبدأت أشعة الشمس الدافئة تتسلل عبر الشباك الى داخل غرفتي وعندئذ توهج عقلي بالفكرة التي ظللت أُلملم خيوطها طوال الليل حتى اكتملت وشعرت بابتسامة ترتسم على ملامحي العابسة وأنا أقفز عاليا صائحاً ” وجدتها … وجدتها ” ، انشرح قلبي وذابت الأثقال الجليدية التي كانت تقبع علية تحبس أنفاسي وتُظلم الدنيا من حولي والتي جاهدت طويلاً كي أزيحها وفشلت ولكنها الان ذابت والذي حدث أنني سعدت ، شعور بالفرحة غمر قلبي ، هدأت روحي وضحكت وأستغربت كيف تكون خطة موتي سر سعادتي التي غابت عني سنين لا أتذكر عددها ، لعلي أدركت أني أستطيع ولست عاجزاً، فألقيت بجسدي على السرير وغطيت في نوم عميق هادئ بدون كوابيس وبدون أرق .