٢٥ يناير”عيد الشرطة .. ذكرى الثورة .. وشهداء الوطن ” بقلم منة القرمانى
بقلم : منة القرمانى
٢٥ يناير ذكرى لن تُمحى من التاريخ فالبعض يعتبره عيداً للشرطة والآخر يراه عيداُ للثورة التى كانت نقطة تحول فى تاريخ المصريين وانطلاقة لحرية شعب .
تحل الذكرى ال ٦٧ لصمود رجال الشرطة المصرية أمام قوات الاحتلال البريطانى ، عندما أرسل القائد البريطانى إنذاراً شديد اللهجة من أجل أن تسلم قوات الشرطة بمدينة الإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية ، رفض وزير الداخلية “فؤاد سراج الدين ” وأعطى الأوامر لقواته بقسم الشرطة بالإسماعيلية بعدم الإستسلام مما أثار غضب القائد البريطانى فوجه قواته ودباباته لمحاصرة قسم شرطة الإسماعيلية ، رفض مأمور القسم تسليم أسلحتهم وبدأت المعركة بين القوات البريطانية والقوات المصرية مما أسفر عن إستشهاد ٥٠ شرطياً مصرياً وإصابة ٨٠ ومقتل ١٨ عنصراً من القوات البريطانية ، وأول من أقر بعيد الشرطة تكريماً لذكراهم كان الرئيس محمد حسنى مبارك فى فبراير ٢٠٠٩ .
وبعد مرور ٥٩ عاما وفى نفس التاريخ قام المصريون بثورة شارك فيها جميع فئات الشعب وخاصة الشباب وكان شعارهم (عيش ، حرية ، عدالة إجتماعية ) ، وكانت الانطلاقة الحقيقية عندما قام ٤ من المحتجين المصريين بحرق أنفسهم يوم ١٨ يناير أسوةً بمحمد البوعزيزى احتجاجاً منهم على البطالة والأوضاع الإقتصادية والسياسية فى البلد ، ولكن خروج الإخوان فى جماعات ومسيرات كبيرة يوم الجمعة جعلتهم نجحوا فى إحداث الفوضى وإقتحام السجون وإشعال الحرائق فى أقسام الشرطة وهروب عدد من المساجين وركبوا على أعناق الثورة من أجل أطماعهم وأهدافهم السياسية والوصول لحكم مصر وبرغم إستشهاد المئات من الشباب خلال هذه الثورة فلم تحقق الثورة إلا أهدافا محدودة وهو رحيل حسنى مبارك ثم إلقاء القبض عليه وعلى أعوانه.
وبعد ثورة يناير أصبحت الشرطة فى خدمة الشعب قولاً وفعلاً فهم أخوة وأباء وأبناء وستظل تضحياتهم فى ذاكرتنا للأبد وسيظل التاريخ يتحدث عنها وعن ماقدموه للوطن.
ويتم الإحتفال بذكرى ثورة يناير بالتزامن مع عيد الشرطة حيث أن مايربط بينهم رابطا قويا وهو التضحية بالنفس من أجل الوطن فتستمر التضحية من المصريين على مر السنين سواء كانوا من الشرطة أو من الشعب فنتج شهداءاً ضحوا بدمائهم من أجل الوطن ، وأقل مايقدم لهؤلاء هو إطلاق أساميهم على الشوارع أو المنشآت تخليداً لذكراهم .
وفى هذه المناسبة نقدم تحية عظيمة إلى كل أسرة مصرية قدمت شهيداً إلى الوطن ، إلى كل أم فقدت فلذة كبدها وزوجة ترملت وإبن أصبح يتيماً تذكروا دائما قول الله تعالى : ” ولا تحسبن الذين قُتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون ” ، هنيئاً لهم بما وعدوا ويرحمهم الله برحمته ويرزق أحبتهم بالصبر على فراقهم.