لا تزال المفاجآت تتوالى فى جريمة المرج التى راح ضحيتها 3 أطفال على يد أبويهم وزوجة الأب، حيث كشفت تحقيقات نيابة حوادث شرق القاهرة تفاصيل الجريمة التى دارت داخل جدران شقة الأسرة منذ 18 شهراً، فقد تخلص المتهمون من الطفلتين «ملك وجنى»، وبعدهما بـ6 أشهر نال الرضيع «محمد» نفس المصير بقتله غرقاً ليلحق بشقيقتيه اللتين ألقاهما الأب فى رشاح قريب من المنزل.
وبعد عام ونصف، انفرط عقد الجريمة على يد صاحبة العقار الذى تقيم به الأسرة، وتم إلقاء القبض على المتهمين: الأب «أحمد»، 36 سنة، وزوجتيه «إيمان» والدة الضحايا، وضرّتها «هالة» 52 سنة، والذين اعترفوا بجريمتهم فى تحقيقات النيابة، ولا تزال جثث الأطفال غير معلوم مكانها.
والمفاجأة أن «فيديو القتل» مسجل بيد الأب على هاتفه المحمول، حيث تحفظت النيابة عليه، وتظهر به والدة الأطفال وهى تقتلهم بيديها فى الماء وبجانبها ضرتها، وكان الأب يستخدم هذا الفيديو ليكون أداة ضغط على والدة الأطفال حتى لا تبلغ الشرطة بتفاصيل الجريمة.
«أيوه إحنا معترفين بالجريمة».. كانت هذه الكلمات ملخص جواب المتهمين الثلاثة فى تحقيقات النيابة، حيث اعترفت الأم بحبها لزوجها وأنها هربت من منزل أسرتها وتزوجته وهى تعلم بأن لديه زوجة أخرى، وأنها تعرفت عليه خلال فترة عمله فرد أمن فى مترو الأنفاق قبل أن يتم فصله، وأنجبت منه طفلتيها، لكنها كانت تعاني من دسائس ضرتها ومكيدتها لها وتحريض زوجها عليها، حيث تجمعهما شقة واحدة، تقيم هى فى غرفة منها مع طفلتيها، وضرتها فى الغرفة الأخرى، واستمر تنكيل زوجها بها وتعذيبها حتى أجبرها هو وضرتها على قتل طفلتيها أثناء حملها بطفلها «محمد» الذى قُتل أيضاً بعد ولادته بـ30 يوماً.
وأضافت الأم المتهمة أن زوجها وضرتها، بعد أن تخلصا من جثث أطفالها، حبساها فى الشقة واعتديا عليها بالضرب واستمرا فى تعذيبها بمادة كيماوية فى عينيها حتى فقدت بصرها، حسب قولها، وعندما طفح بها الكيل قررت الخروج عن صمتها مستغلة غياب زوجها عن المنزل لمدة أسبوع وحكت لجارتها صاحبة المنزل عن المأساة.
وأيّد الزوج وزوجته الثانية أقوال المتهمة الأولى فى تحقيقات النيابة، التى استدعت الجارة الشاهدة مكتشفة الجريمة، وقالت إنها عندما اشترت المنزل فى 2017 كان والد الأطفال الثلاثة يسكن مع زوجتيه، مضيفة: «كانوا ناس فى حالهم»، وتابعت: «كانت مراته هالة ست كبيرة أكبر منه بـ30 سنة، ودى الزوجة الأولى، وإيمان كانت فى سنّه، تقريباً 30 سنة، كانت حامل وقت ما اشترينا البيت، ماكناش بنشوفهم كتير، كانت علاقتى بيهم تنحصر فى الإيجار وإيصالات الميّه والكهربا، وماكناش هنجدد لهم عقد الإيجار اللى انتهى فى فبراير اللى فات، ولما دخلت عنده الشقة أبلّغه بكدا لقيت بيته فاضى، ولما سألته قال لى أنا حاطط العفش فى الأوض، وأنا بأكلمه خرجت زوجته إيمان، كان شعرها مقصوص، وآثار تعذيب فى إيدها، تانى يوم وقت نزولى من سطح العمارة لقيت إيمان بتترعش على باب الشقة، فكررت سؤالى عليها، فقالت لى عايزة أحكى لك حاجة، وكانت بتتكلم بصوت واطى».
وتابعت الشاهدة: «أخدت إيمان لشقتى وسألتها: إيه اللى عمل فيكى كده؟ قالت لى: جوزى، وسألتها عن عيالها، فكانت بتتهرب من الكلام عنهم، فعدت سؤالى، خاصة إنى من سنة شفتها حامل، وقلت لها: هتكونى يعنى قتلتيهم؟ فسكتت، وقالت: أيوه قتلتهم، وحكت لى إنها متجوزة أحمد من 10 سنين، وخلفت منه بنتين، لكن اتغيرت معاملة ضرتها لها بعد حملها، عشان هى مابتخلفش، وسمعتها وهى بتكلم أحمد تحرضه على قتل أولادى ووعدته مقابل كدا تكتب الشقة باسمه مع ميكروباص وفلوس لها فى البنك بشرط يتخلص من بناته عشان مايورثوهوش، وقالت إن جوزها قال لها لو عايزة تعيشى معايا هنموّت البنات، فوافقت عشان مايطردهاش، وأحضرت طبق بلاستيك فيه ميّه وجلست على كرسى وجابت الطفلة الصغيرة الأول، عمرها سنتين، وغرّقت راسها فى الميّه لحد ما ماتت، وبعدين جابوا التانية، عمرها 3 سنين، وكرروا الأمر معاها فى طبق الميّه، وصوّر أحمد عملية القتل لتهديد إيمان فى حالة إبلاغها عن الواقعة».
وأنهت صاحبة العقار حديثها بأن الأم أخبرتها بأنها بعد عام آخر حملت، وحاول الزوج وضرتها إجهاضها، لكن محاولاتهما لم تفلح، وبعد أن وضعت طفلها أرغماها على قتله، وبالفعل أغرقته فى طبق، وبعد ذلك قامت ضرتها بإجبار زوجها على تعذيبها.
وقررت النيابة، اليوم، حبس المتهمين الثلاثة بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتخلص من جثث الضحايا والتستر على الجريمة، كما قررت إحالة الأم المتهمة بالقتل إلى مصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليها لبيان صحة إصابتها بالعمى من التعذيب الذى تعرضت له على يد زوجها وضرتها من عدمه.
واقتاد فريق النيابة المتهمين الثلاثة إلى مكان الجريمة، وتبين أنه غرفتين لا تزيد مساحة الواحدة على 15 متراً، وصالة صغيرة وحمام ومطبخ، كما اصطحبتهم النيابة فى حضور فريق أمنى إلى الرشاح، وكلفت النيابة قوات الحماية المدنية بالبحث عن جثث الأطفال رغم صعوبة العثور عليهم نظراً لمرور وقت طويل ما بين الجريمة والكشف عنها.