كتب : اسلام نبيل
تداعب أناملها آلة الكمان منذ نوعمة أظاهرها، عندما أرادت تعلم لغة يفهمها أنحاء العالم، تعكس مشاعر الجميع، خاصة العازفون، فتفتح قنوات تواصل بين الفنان والجمهور، من دون الحاجة للغة مشتركة. طاهرة بنت جمال البلوشية، خاطبت بلغة الموسقى على الكمان أنحاء متفرقة من العالم، منذ ترعرعت في مدينة مسقط بسلطنة عمان، حتى طافت أنحاء الشرق والغرب مقدمة معزوفاتها الخاصة. متحدثة عن طريقها المفضل، تقول “طاهرة” إنّها عشقت الفن والموسيقى منذ الصغر، حيث درست الموسيقى والصولفيج والهارمونيك على أيدي كبار الأساتذة من مصر، كما مكنها استعدادها الفطري للموسيقي من تحقيق تقدم ملحوظ في دراساتها الموسيقية. وبعدما طورت من مهاراتها الموسيقية، اجتازت بنت عمان في عام 1995 الاختبارات الفنية والتحقت بالفرقة السلطانية العُمانية، حيث أوكلت الفرقة إلى طاهرة مهام العزف الانفرادي كصوليست عام 1999 في مهرجان بابل الثقافي. من هنا انطلقت إلى التوغل في الفن، فعشقت أناملها النغمات الشرقية، وتمكنت من أداء التقاسيم والألحان العربية المختلفة لعمالقة الغناء والطرب العربي من أمثال السيدة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ونجاة وغيرهم. من منبع العظماء نهلت طاهرة الكثير من الإبداع، فتعلمت الكمان على يد الأستاذ فوزي إبراهيم والفنان أمين عبد العظيم من مصر، وتأثرت بأهم عازفي الكمان في الوطن العربي من أمثال محمود الجرشة وأنور منسي وعبدو داغر وعبود عبد العال والأستاذ سعد بن حسن. للفنانة العمانية مشاركات متعددة محليًا وعالميًا، أهمها على المستوى الداخلي، مشاركتها في احتفاليات يوم المرأة في دار الأوبرا السلطانية بين 2010 و2013، ومشاركتها كضيفة شرف في حفل الفنان العالمي جهاد عقل، حين عزفت افتتاحية الحفل بمعزوفات لمحمد عبد الوهاب. أما المشاركات الخارجية فهي عديدة أبرزها، المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهره سنة 2006 في دار الأوبرا المصرية، والمشاركة في افتتاح الملعب المونديالي عام 2017 في الدوحة، ومشاركتها في مهرجان الموسيقى العربية في سويسرا (جنيف)، ومشاركات في دول أخرى (إسبانيا، بريطانيا، هولندا، الفلبين، فرنسا). وبعد رحلة عامرة بالإبداع والإبهار في آن معًا، تبقى طاهرة واحدة من أهم عازفي آلة الكمان المنفرد النسائي على مستوى الوطن العربي بإشادة كبار الفنانين ونجوم الوطن الموسيقي.