كتب – إيهاب نظيم
قررت الدائرة السادسة بمحكمة جنايات المنصورة ، برئاسة المستشار نسيم على بيومي، وعضوية كلا من المستشار فاروق محمد فخري وأمير السيد أحمد، وممثل النيابة العامة محمد الشاوري، وأحمد الصياد، وسكرتارية أحمد الحنفي وعيد كمال، نظر القضية رقم ١٤١٦٧ لسنة ٢٠١٩ جنايات شربين والمقيدة برقم ١١٤٨ لسنة ٢٠١٩ كلى شمال المنصورة والمتهمة فيها “صفاء عبد الفتاح عبد العزيز الزغبي” ٤٠ سنه، بتعذيب حفيدتها الطفلة جنة محمد سمير، ذات الـ5 سنوات، والتي توفيت متأثرها بإصابتها بعدما ذاقت كل ألوان العذاب علي يد جدتها من الأم، تأجيل القضية الي جلسة أول ديسمبر القادم ، مع وضع المتهمة تحت الملاحظة بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالعباسية للوقوف علي حالتها النفسية والعقلية وبيان مدي مسئوليتها عن افعالها من عدمه وذلك ما قبل شهر سبتمبر الماضي بستة اشهر و حتي تاريخه واعداد تقريرا مفصلا في هذا الشأن وحددت جلسة أول ديسمبر لحين ورود التقرير ،ونظر الدعوة مع استمرار حبس المتهمة.
وكانت الجلسة الثانية التي عقدت اليوم في سرية داخل غرفة المداولة قد شهدت حضور دفاع المتهمة الأصيل بعد غيابهم في الجلسة الأولي ، حيث حضر كلا من سلامه شعبان، واحمد بركات الموكلان بالدفاع عن المتهمة ودفعوا بعدم سلامة قواها العقلية وان هناك دلائل سابقه على ذلك ، وانها قامت بتقطيع شرايين يدها ليلة زواجها ، مطالبين بالكشف عن قوها العقلية.
وفجر أحمد بركات محامي المتهمة مفاجأة كبيرة بإعلانه ان المتهمة صفاء حامل حاليا وهي بداخل محبسها ،وان لديها طفل رضيع عمرة عامان ونصف تقوم بإرضاعه ،مشيرا الي استحالة قيامها بتعذيب الطفلتين لو انها عاقلة وتتمتع بقوي عقلية سليمة وأضاف انها تزوجت ثلاث مرات وفي المرة الثانية قامت ليلة دخلتها بتقطيع شرايين يديها ودخلت مستشفى الطوارئ وتم حجزها بالمستشفى وقام زوجها بتطليقها ليلة الدخلة ، ثم تزوجت مرة اخرى وانجبت طفل صغير ، واكد ان المتهمة تعاني من خلل نفسي منذ صغرها بسبب اسرتها حيث كان والدها يعاملها بقسوة شديدة ، واضاف انه في حالة ثبوت ان قواها العقلية سليمة وليست مريضة لابد من تعديل القيد والوصف للقضية من ضرب افضي الي موت ، الي تعذيب افضي الي الموت لتحصل علي اقصي عقوبة وهي الاعدام.
وكانت المحكمة قد نظرت الاثنين الماضي اولى جلسات المحاكمة، الا ان محامى المتهمة عندما قرأ القضية رفض الدفاع عنها وترك قاعة المحكمة قبل بدء الجلسة، واضطر رئيس الدائرة لتأجيل القضية لمدة 48 ساعة، وذلك إلى جلسة اليوم الأربعاء الا ان المحامي عاد الى جلسة اليوم للدفاع عنها مشككا في سلامة قواها العقلية.
وتعود الواقعة عندما تلقى اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء سيد سلطان مدير المباحث الجنائية، يفيد ورود إشارة لمأمور مركز شرطة شربين من مستشفى شربين بوصول الطفلة ومقيمة بقرية بساط كريم الدين التابعة للمركز مصابة بحروق في أعضائها التناسلية، بالإضافة إلى كدمات وتورم شديد بالمنطقة الحساسة وتم نقلها لمستشفى المنصورة الدولي. بانتقال ضباط المباحث إلى مكان البلاغ وبسؤال جدها لوالدها اتهم جدتها لوالدتها وتدعى ” صفاء عبد الفتاح عبد العزيز الزغبي”، بالقيام بذلك والتعدي على حفيدتها عن طريق تسخين آلة حادة وكيها بالمنطقة الحساسة “أعضاءها التناسلية” فيا تبين من التحريات أن الطفلة وشقيقتها الكبرى من أبوين كفيفين وانفصلا منذ أربع سنوات وانتقلا إلى حضانة الجدة للام بحكم قضائي لصالحها العام الماضي.
وبتقنين الإجراءات تم ضبط الجدة المتهمة، كما تبين من التقرير الطبي المبدئي للطفلة فور وصولها للمستشفى أنها تعانى من جلطة بالطرف السفلي، ويوجد آثار سحجات واعتداء بالظهر والبطن والحالة العامة دون المتوسطة وتبين أيضا إصابتها بغرغرينا في القدم، إثر كسر في الساق وتركها طوال 10 أيام دون علاج مما أدى إلى ضرورة بتر القدم وتم إجراء العملية ووضعها بالعناية المركزة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
تأتي المحاكمة بعد أسبوعين فقط من اكتشاف الواقعة، في واحد من أسرع القضايا الجنائية التي ينظرها القضاء المصري، لصغر عمر المجني عليها، وللطريقة البشعة التي تعرضت لها من أنواع التعذيب بالكي والضرب والتقييد بمختلف الأدوات “بنسة وشرشرة وخرطوم وحبل”.
يذكر أن المتهمة في محضر التحقيقيات أنكرت في البداية تعذيبها وادعت أن الحروق الموجودة بها كانت بسبب انسكاب زيت عليها، والغرغرينا في ساقها والتي تسبب في بترها بسبب سقوطها من علي السلم ، ثم اعترفت بعد ذلك بقيامها بضربها بقصد تربيتها .
وأحالت النيابة العامة المتهمة للجنايات بعد أن وجهت لها اتهامين بأنها “عرضت حياة حفيدتها المجني عليها الطفلة للخطر، بأن ضربتها وجرحتها محدثة بها إصابات أفضت إلى موتها، وأحرزت أدوات تستخدم في الاعتداء على الأشخاص بغير مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية بأن أحرزت خرطوم وشرشرة وحبلا وكماشة لاستخدامها في ضرب حفيدتها المجني عليها الطفلة على النحو المبين بالتحقيقات”.