داخل بيت تملؤه الزغاريد عن بكرة أبيه وأنوار تكسوا واجهته ظلت العروس “إسراء محمد” نائمة لا تزعجها الأصوات من حولها ولا تحركها حتى فرحتها بيوم حنتها، فما كان من والدها إلا أن قرر أن يوقظها بنفسه “إصحي يا عروسة.. في عروسة تنام يوم حنتها” إلا أن ابنة العشرين عامًا لم تستجب لندائه.. اقترب منها وحرّكها ليجدها فارقت الحياة وإلى جوارها فستان زفافها.
“إسراء فرشت شقتها
الفرح تحول إلى حزن وعويل وبكاء والجميع من حول “إسراء” يتسابق ليحضر طبيب يفحصها ويحاول إنقاذها، ليخبرهم أنها فارقت الحياة بسبب سكتة قلبية، لكن الأسرة لم تصدقه وهرولت لتحضر آخر حسم الأمر معلنا وفاتها.
“إسراء فرشت شقتها ورسمت حنتها اللي لسه مطبوعة على جسمها وملحقتش تفرح، دفناها يوم حنتها الصبح” حسب صديقتها إسراء سامح، التي أكدت أنها خلال التجهيز لم يظهر عليها علامات مرض كما يشاع وأنها كانت في قمة سعادتها وظلت تتواصل مع صديقاتها حتى ساعات متأخرة من ليلة الحنة، تؤكد على الجميع ضرورة الحضور وأن فرحتها لن تكتمل إلا بوجودهن.
وفاة والدة العروس قبل سنوات جعل الجميع يتسابق لمساعدتها في تجهيز منزل الزوجية، التي أغلقته قبل حنتها بعد تأكدها من أنه على أتم الاستعداد لاستقبالها بعد يومين: “إسراء كتبت على الفيس قبل الوفاة بيوم إن فرحتها في حضن والدتها مش حضن جوزها”.
وتضيف: “هي اللي ربت أخوها الصغير وكانت بتجيبه معاها المدرسة والدروس، ولما خلصت دبلوم صنايع من 3 سنين، قعدت عشان أخوها صغير وكانت بتاخد بالها منه”.
فرحة الجميع تبدلت فملابس صديقاتها الملونة استبدلوها بأخرى سوداء ليودعوها في زفافها الأخير إلى المقابر، وكذلك زوجها بعد ساعات من دعوة الجميع لحضور زفافه على صفحته على “فيسبوك” كتب ينعاها “عروستي في الجنة”، حتى “إسراء” نفسها التي دعت أهل بلدتها لحضور زفافها في منشور تحول لسرادق عزاء ودعوات بالرحمة والمغفرة.
المصدر : الوطن