كتب: ريهام مصطفى
الرسم على الجدران، واحد من الفنون المستحدثة، التي جذبت عددا من الموهوبين محبي الفنون، لكن أعدادا قليلة يتقنون هذا الأمر. نوران السيد، ابنة مدينة المنصورة، البالغة من العمر 24 عاما، تخرجت من كلية الهندسة قسم البناء والتشييد بجامعة المنصورة ورغم تخصصها في هذا المجال، إلا أن موهبتها بعيدة تماما عن هذا العمل.
تقول نوران ل”المنصورة اليوم” منذ أن كنت طفلة أحب الرسم بل هوايتي المفضلة وكنت أشارك في عدد من المسابقات بالمدرسة فكانت أول رسمتي على ورقة صغيرة ثم فكرت في رسم الجرافيتي على الحوائط والجدران ولكنني كنت أهاب الأمر لأن الرسم على الجدار ليس بالأمر السهل وبحاجة إلى التركيز وكذلك مجهود في تكبير الرسمة وبدأت برسمة صغيرة على جدار غرفتي حتى أزيح فكرة الخوف من ذهني.
وتضيف لكن الفكرة غير محبذة للأهلي بسبب أنهم يريدونني أن أكمل في مجال الهندسة وأتوسع في مجالي بالإضافة إلى خشيتهم أن يؤثر الرسم على مستقبلي، رغم تشجيعهم لي بإحضار متطلبات الرسم من الألوان والأوراق، لكن كعادة أي أب وأم كانت التعليم هو أهم شيء وبعدها الهواية.
لم تقتنع نوران وقررت كسر هذه الأفكار التقليدية التي يتميز بها أي منزل مصري وفضلت هواية الرسم عن تخصصها الأساسي وقامت برسم عدد من الرسومات على جذع الشجرة التي اشتهرت بها في الأونة الأخير وأعجب بها الكثير وقامت ببيعها وأصبحت مطلبهم.
وتستكمل “نوران” حديثها مضت الأيام ولم أجد الفرصة الذهبية التي قد تكون نقطة تحول في حياتي إلا أن قادتها الصدفة بمحادثة إحدى صديقاتها الرسامات وأخبرتها أنها بحاجة لها تطوعا لرسم جدارية داخل مستشفى المنصورة العام الجديد ” الدولي سابقا”، قفز قلبي من الفرح وبنفس الوقت انتابني الخوف والرهبة وكنت افكر بالرفض ولكن إصرار صديقاتي على الذهاب والتطوع للرسم شجعني أكثر.
تستطرد ” نوران” قائلة وهنا جاءت نقطة التحول وهو رسم جدارية داخل المستشفى وشعرت بسعادة غامرة بالرغم من الأيادي المرتعشة والخوف الذي تسلل إلى قلبي ولكن كل هذا تلاشى وكنت مستمتعة بالرسم وبتعليقات الأصدقاء الرائعة والأطباء داخل المستشفى.
وفي النهاية تحقق حلم نوران في رسم أول جدارية لها داخل المستشفى لتتزين برسوماتها هي وصديقاتها الرسامات متمنية أن تصبح مثل نيمو جرافيتي وترى أنه مثلها الأعلى في الجداريات وحلمي أن يكون لي جدارية في كل مكان وبدأت في تعلم البورتريه حتى أطور من نفسي أكثر.
التعليقات متوقفه