كتب: ياسر عبد الرازق
مازالت الجريمة التي شهدتها قرية طناح تشغل اهتمام الرأي العام فى الدقهلية، وعلى الرغم من مرور اسبوع علي الجريمة الا انها مازالت تحمل الغاز كثيرة، حول الدافع الحقيقي لقتل الطفل أدهم مساء الاربعاء الماضي، َواعتراف والده بقتلة.
حيث قرر قاضي المعارضات اليوم الثلاثاء بمحكمة مركز المنصورة، حبس الأب المتهم بذبح ابنه «أدهم»، البالغ من العمر 13 سنة، في قرية « طناح»، دائرة المركز، إلى جلسة 24 يناير الجاري، بعد توجيه اتهام للأب بقتل ابنه بمشرط طبي، وإلقاء جثته في أرض زراعية، وعاد إلي بيته والادعاء باختفاء الطفل.
وتوصلت تحريات مباحث مركز المنصورة، بعد 3 أيام من البحث، إلى أن الطفل كان يستقل سيارة مع والده، رصدتها إحدى كاميرات المراقبة، رغم ادعاء الأب أنه لم يشاهد ابنه منذ أن أعطاه محفظته، التي طلب من والدته أن ترسلها له معه، كما رصدت الكاميرات دخول الأب إحدى الصيدليات على طريق «المنصورة – طناح»، وتبين أنه قام بشراء مشرط طبي ومناديل وقطن، وهي الأدوات التي استخدمها في ارتكاب جريمة ذبح الطفل.
وبمواجهة المتهم «محمود ح. ع.» بتحريات المباحث والأدلة التي أثبتت أنه آخر من شاهد الطفل «أدهم»، أدلى باعترافات تفصيلية حول الواقعة، وقال إنه في يوم الواقعة طلب من زوجته أن ترسل له محفظته ومفاتيحه مع الطفل، وبعد ذلك اصطحب الطفل في سيارة مستأجرة، وتوقف بها أمام صيدلية، لشراء مشرط طبي وقطن ومناديل، وكان معه حبوب منومة، أعطاها للمجني عليه، حتى نام في المقعد الخلفي للسيارة، ثم توجه به إلى مكان العثور على جثته.
وأكد المتهم، في اعترافاته أمام النيابة العامة، أنه نحر ابنه بالمشرط الطبي الذي اشتراه من الصيدلية، وألقاه في أرض زراعية علي الطريق الواصل بين قريتي «ديبو عوام» و«ميت عوام»، وبعد فترة عاد إلي البيت ليسأل أم الطفل عنه، ولماذا تأخر في العودة إلى البيت، مدعياً أنه سأل عنه في صالة الألعاب الرياضية «الجيم» الذي يلعب به، ولم يجده هناك.
وأفصح المتهم لزوجته عن أنه غير مطمئن عن غياب «أدهم» عن البيت، وكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» ما يفيد بتغيب ابنه، مطالباً أهالي القرية بأن كل من يعرف مكانه يرشدهم عنه، وخرج من البيت مدعياً أنه سيبحث عنه، وعاد في الفجر ليؤكد لزوجته أنه لم يعثر على أي أثر للطفل.
وفي تصريحات حصرية للمنصورة توداي أكدت والدة الطفل أدهم محمود انها لن تاخذ عزاء ابنها الا بعد رجوع حقه، واعربت عن صدمتها البالغة عندما عرفت ان والده هو القاتل، وأنها لم تكن تتوقع ذلك ابدا.
أضافت والدة أدهم انه الولد الوحيد وله اختين الكبيرة في الصف الخامس الابتدائي، والصغري تبلغ عام نصف، وان زوجها كان يحب ابنه أدهم جدا، ويحسن معاملته، حتى عندما يخطأ لم يكن يضربه، وكان يكتفى بتوبيخه فقط ونصحه، خصوصا ان أدهم كان عنده فرط حركة وعصبي جدا، وكشفنا عليه عند اكتر من طبيب.
وأكدت ام أدهم ان ابنها ترك المنزل قبل ذلك اكثر من مرة عقب تشاحره مع اخته او معي ، وسبق لوالده ان نشر على صفحته الشخصية على “فيس بوك” صورته، وطلب من يجده يعيده الينا.
اما عن يوم الحادث فقالت اتصل بي زوجي وطلب إرسال محفظته ومفاتيحه مع أدهم، وبالفعل ارسلت أدهم وطلبت منه العودة سريعا للمنزل ليري المفاجأة التي اعددته له وكانت عبارة عن تليفون طلبه اكثر من مرة، وبعد ساعة اتصل زوجي يسأل عن أدهم، وهل عاد للمنزل ام لا، فاخبرته انه لم يعد.
لاحظت علي زوجي بعد عودته للمنزل انه متوتر جدا، وعصبي، وقالي انا قلقان على أدهم المرة دي، ونزل صورته ونداء على الفيس، وعندما استيقظت صباح الخميس وجدت زوجي يبكي بشدة، وقالي انا قلبي وجعني على أدهم وهنزل ابحث عنه، ونزل،وبعد ذلك عرفت بمقتل ابني من مكالمة هاتفية من جارة لي، وذهبت لمستشفى المنصورة الدولي وشفت ابني في المشرحة،مدبوح من رقبته.
وبسوال ام أدهم هل كان زوجها يتعاطى مخدرات؟؟ نفت تماما وأضافت ولا كان بيشرب سجاير.
و اختتمت كلامها بقولها “عايزة حق ابني”.
وقد تلقي اللواء رأفت عبد الباعث، مدير أمن الدقهلية صباح 14 يناير الجارى ، إخطاراً من مأمور مركز شرطة المنصورة، بورود بلاغ من بعض الأهالي بالعثور على جثة مجهولة في قطعة أرض زراعية موازية للطريق الفرعي «المنصورة – طناح»، أمام قرية «ديبو عوام»، دائرة المركز.
وبعد التعرف على جثة الطفل،وسؤال والد الطفل في محضر الشرطة، قرر خروج ابنه من المنزل، في اليوم السابق، متوجهاً إلى صالة جيم بذات القرية، ولم يعد، وأنه لم يقم بالإبلاغ عن تغيب الطفل، لقيامه بالبحث عنه.
تحرر عن ذلك المحضر رقم 591 لسنة 2021 إداري مركز المنصورة، وبالعرض على النيابة العامة بما توصلت إليه التحريات بارتكاب الأب جريمة قتل ابنه، وبعدما تكشفت خيوط القضية، أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وبالعرض على قاضي المعارضات بمحكمة المنصورة، اليوم الثلاثاء، أمر باستمرار حبسه حتى جلسة 24 يناير الجاري.
التعليقات متوقفه